strong>يحيى دبوق
جيــش الاحتــلال «يقــلّص تدريبــاته» في هضــبة الجــولان وينقلــها إلى جنــوب إسرائــيل

ذكرت صحيفة «معاريف»، في صدر صفحتها الرئيسة أمس، أن التوتر الذي شهدته منطقة الحدود الإسرائيلية ــــــ السورية في هضبة الجولان قد خفّ، مشيرة إلى أن القوات السورية عادت الى ممارسة نشاطاتها الاعتيادية، فيما قام الجيش الإسرائيلي بتقليص حجم تدريباته شمالاً، ونقل بعضها الى منطقة النقب في جنوب إسرائيل.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية، إنه «يمكن الآن تنفّس الصعداء في هضبة الجولان، بعدما هدأت رياح الحرب التي هبت في العام الأخير من منطقة الحدود السورية، والتي بلغت ذروتها في الشهرين الأخيرين»، مشيرةً إلى أن «التقدير (في إسرائيل) أن خطر الحرب في هذا الصيف قد تقلّص بشكل كبير».
وتابعت الصحيفة أن «هذا التقدير يستند الى تحليل نيّات الجيش السوري، الذي يعود إلى العمل مثلما كان يفعل في الأيام العادية؛ فالخطوات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي ساهمت أيضاً في تبديد التوتر، بعدما جرى نقل التدريبات التي كان من المخطط تنفيذها في هضبة الجولان الى جنوبي البلاد، من أجل إزالة مخاوف السوريين من قيام إسرائيل بهجوم».
وقالت الصحيفة إن «التوتر، الذي بدأ قبل عام، مع نهاية حرب لبنان، بلغ ذروته في بداية شهر تموز، مع تذكر الطرفين أن الحروب الماضية وقعت بشكل عام في أشهر الصيف. وكل من الجيش السوري والجيش الإسرائيلي استكملا استعداداتهما للحرب، لكن مع إنهاء الاستعدادات، برزت المخاوف لدى كل طرف من مغبة هجوم مفاجئ يشنه الطرف الآخر».
وردّت الصحيفة أسباب التوتر على الحدود السورية ــــــ الإسرائيلية، التي تصفها بأنها تقلّصت حالياً إلى حدّ كبير، الى «قيام الجيش السوري بخطوات عديدة دلّت على جهوزيته لمواجهة قيام حرب فورية، مع الخشية من استخدام إسرائيل لقواتها العسكرية الكبيرة التي كانت تجري تدريباتها في هضبة الجولان، كمنطلق لهجوم إسرائيلي، رغم أن إسرائيل بعثت عبر قنوات دبلوماسية رسائل تهدئة تفيد أن التدريبات جاءت ترجمة للعبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية، لكن هذه الرسائل لم تُجدِ نفعاً» مع الطرف السوري.
وأضافت الصحيفة إن الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الإسرائيليين الى هضبة الجولان، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك «أشعلت هي أيضاً نار التوتر وفسّرت من ناحية السوريين كفحص لجهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب، وجرى التعامل معها كإشارة تحذير أخرى»، مشيرةً إلى أن «التوتر الذي بلغ ذروته سبّب إرجاء عملية التسلّم والتسليم في مناصب هامة في الجيش الإسرائيلي، كما أن تأجيل تسريح نائب رئيس الأركان موشيه كابلنسكي كان مرتبطاً أيضاً بالتوتر مع سوريا».
وأجملت الصحيفة أسباب الانخفاض المتجدّد للتوتر على الحدود مع سوريا «الذي انخفض بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأصبحت بنتيجته احتمالات اندلاع حرب متدنية جداً»، إلى أن «الصيف أوشك على الانتهاء من دون إطلاق رصاصة واحدة، إضافة الى رسائل التهدئة التي أصدرها في الأسبوع الماضي مسؤولو الدولتين»، مضيفةً إن «رسائل التهدئة ترافقت مع خطوات ملموسة على الأرض، بعدما قلّص الجيش الإسرائيلي حجم تدريباته في هضبة الجولان ونقل التدريبات المخطّط لها في هذه المنطقة الى مناطق الجنوب، في وقت أوقف فيه السوريون إجراءاتهم التي فُسّرت كجهوزية لحالة حرب فورية، ما حرّر الجيش الإسرائيلي من حالة التحفّز» القائمة.
وذكّرت الصحيفة بأن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي كانت طوال الوقت ترى أن سوريا غير معنية بالحرب، لكنها أشارت إلى أن «بناء قوة الجيش السوري يتواصل»، بينما يرون في المؤسسة الأمنية عامة أن الرئيس السوري بشار «الأسد لا يزال يرى أن الخيار العسكري ذو صلة، حتى وإن لم يكن هناك إمكان عسكري لإعادة هضبة الجولان».
من جهتها، أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست»، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية، إلى أن «إبعاد التدريبات الى جنوب البلاد يهدف الى الحد من الاحتكاك» بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، مؤكدة أن «حالة التأهب على الحدود بين اسرائيل وسوريا قد انتهت الآن، رغم أنه يمكن، وعند الحاجة، إعادة انتشار الوحدات العسكرية الإسرائيلية شمالاً، وفي وقت قصير».