strong>«معاريـــف»: روسيـــا أعـــادت مستشاريهـــا وتعتـــزم نشـــر صواريـــخ باليستيـــة في سوريـــا
خرجت روسيا عن صمتها إزاء اتهام إسرائيل لها بالمسؤولية عن التوتر بينها وبين سوريا، فلمّحت، أمس، إلى أن من شأن اتهامات كهذه تقويض العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية عن عودة مستشارين عسكريين روس إلى سوريا لمساعدتها على بناء جيشها في مجالات مختلفة.
وقال أندري ديميدوف، المسوؤل الثاني في السفارة الروسية في تل أبيب، إن كلام رئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، عن أن روسيا مسؤولة جزئيا عن التوتر الحالي بين تل أبيب ودمشق يمكن ان يقوض العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن ديميدوف قوله إنه يشعر «بالأسف والصدمة» من التقارير التي نشرت أول من أمس في إسرائيل في هذا الشأن، موضحا أنه لا ينوي الاجتماع بغلعاد لطلب توضيح تصريحه. وأضاف «بالأمس، قال شيئاً، وغداً، سيقول شيئاً آخر. أنا آسف لذلك».
وقال ديميدوف إن تعليقات غلعاد والتقارير الصحافية التي تقول إن روسيا تقرع طبول الحرب في سوريا يمكن أن تعقّد بناء العلاقات. وأضاف «على سبيل المثال، هذا النوع من التقارير يجعل التحضيرات لزيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف المقررة الى إسرائيل في تشرين الأول المقبل أكثر صعوبة». وتابع أن روسيا ليست «سعيدة برؤية التحضيرات العسكرية لدى الجانبين، وهدفنا ليس تحريض طرف على آخر».
وتعليقاً على التقارير التي تحدثت عن وجود خبراء روس في سوريا يقومون بمساعدتها على تحديث بنيتها التحتية العسكرية، قال ديميدوف إنه لا يعلم شيئاً عن ذلك. كما رفض تأكيد التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي أفادت أن موسكو بدأت بتزويد دمشق بصواريخ مضادة للصواريخ. واكتفى بالتشديد على أن روسيا باعت سوريا صواريخ ارض ـــــ جو لحماية قصر الرئيس السوري بشار الأسد الذي حلّقت فوقه الطائرات الإسرائيلية قبل سنوات.
وقال الدبلوماسي الروسي إن مبيعات الأسلحة الروسية الى سوريا لا تهدف الى تغذية مجمع الصناعات العسكرية الروسي الضخم. وأضاف «نبيع الأسلحة لدول عديدة... إذا لم تكن هناك مبيعات أسلحة لسوريا، يمكننا بيع الأسلحة لفنزويلا وللصين والهند». وأشار الى أن موسكو تبيع الأسلحة لسوريا وايران «لأن لنا علاقات جيدة معهما، ولأنهم يطلبون أسلحة دفاعية»، مشدداً على «أننا نتذكر دائماً الوعد الذي قدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء (السابق) ارييل شارون بعدم عمل أي شيء يمكن أن يغير ميزان القوى في المنطقة».
وقال إن بوتين عرض خلال زيارته لإسرائيل في 2005 بيع أسلحة لتل أبيب، وإن أحد المسؤولين الإسرائيليين رد قائلاً «لماذا نشتري أسلحة من روسيا ما دمنا نحصل عليها مجاناً من الولايات االمتحدة». ولدى سؤاله لماذا تبيع روسيا الأسلحة لسوريا وايران ما دام المال ليس سبباً رئيسياً، قال ديميدوف إن مثل هذه الصفقات هي أحد السبل كي نكون «لاعباً أساسياً» في المنطقة.
وأضاف «أوّلاً لدينا تاريخ من العلاقات مع هاتين الدولتين... نحن نعتبر أنفسنا لاعباً فاعلاً في المنطقة ونريد من الآخرين أن يعتبرونا كذلك». وعن التقارير التي أفادت أن روسيا مهتمة بإقامة قاعدة بحرية في سوريا، قال ديميدوف إن ما يتم بحثه هو «نقطة تموين» للأسطول الروسي في البحر المتوسط، لكن لم يتخذ قرار بعد أين ستقام هذه النقطة، وإن اليونان وقبرص موضع دراسة أيضاً.
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد ذكرت، أمس، أن مستشارين روس موجودون في سوريا ويعملون بشكل مكثّف على بناء جيشها. وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن المستشارين الروس يعملون على تطوير شبكات التنصت السورية الموجهة لاعتراض البث اللاسلكي الآتي من إسرائيل، إضافةً إلى تطوير قدرات الجيش السوري في مجال الحرب الإلكترونية ومجالات أخرى.
وفي السياق، قالت «معاريف» إن روسيا تعتزم نشر صواريخ بالستية أرض جو في سوريا لغرض الدفاع عن القاعدة العسكرية البحرية التي تقيمها في ميناء طرطوس، والتي ستكون مرسى لسفنها الحربية في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الصواريخ هي من طراز BMU-2 Favorit، وأنها قادرة عملياً على حماية الغالبية الساحقة من الأراضي السورية ضد أي هجمات جوية. وبحسب الصحيفة، سيقوم كادر مهني روسي، وليس سوريا، بتشغيل الشبكة الصاروخية الدفاعية المحيطة بالقاعدة التي بدأت أعمال بنائها في المكان قبل نحو سنة.
(الأخبار، يو بي آي)