مهدي السيد
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في مراسم الذكرى الأولى للقتلى الإسرائيليين في العدوان الأخير على لبنان، أمس، إلى «استعادة قدرة الردع للجيش الإسرائيلي وقدرته على فرض القرار»، في حين غاب عن الذكرى رئيس الحكومة إيهود أولمرت، الذي فضل عدم حضور المراسم منعاً لإحراجه، وسط سخط واستياء كبير من أهالي القتلى.
وقال باراك إن «حرب لبنان الثانية هي الحرب الأولى منذ نهاية حرب الاستقلال التي كان فيها كل الشعب جيشاً والجبهة الداخلية هي جبهة قتال، والكاتيوشا لا تميز بين الجندي والمدني وبين اليهودي والعربي»، مضيفاً إنه «سنبقي السيف في قبضتنا، لكن مع عيون تتطلع نحو أفق السلام».
وقالت مصادر في مكتب أولمرت إن سبب تغيبه يعود إلى أنه يريد التخفيف عن المشاركين في المراسم وتجنيبهم إجراءات التفتيش الأمني، الأمر الذي أثار استياء وغضب المشاركين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن إليباز بالفاه، وهو والد أحد القتلى في كفار غلعادي (12 قتيلاً من الاحتياط نتيجة سقوط صاروخ من حزب الله)، قوله أمام أكثر من عائلة احتشدت في المكان، إنه «ليس مفاجئاً أن يتغيب رئيس الحكومة عن كل حدث مرتبط بهذه الحرب، لأنها بالنسبة له كأنها لم تكن. ومثلما لم يعرف ماذا يفعل أثناء الحرب، فإنه لا يعرف ماذا يفعل بعدها».
وقال بالفاه، مشيراً إلى أولمرت، «كان عليه على الأقل احترامنا في (إحياء ذكرى) السنة الأولى، لكنه للأسف يختبئ وراء ذرائع الاعتبارات الأمنية».
وقالت ميرتا شاينبروم، التي قتل ابنها الجندي احتياط في الساعات الأخيرة من الحرب، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، «أعتقد أنه (أي أولمرت) لا يجرؤ على النظر إلى أعيننا، فمشكلة أولمرت ليست ترتيبات أمنية كما يقولون في مكتبه، فهذا هراء وذرائع. فقد قال (أولمرت) في خطاب ألقاه في عيد الفصح: اذهبوا إلى الشمال فالحرب هي ذاكرة بعيدة». وأضافت ان أولمرت «هو الذي أرسل ابني إلى الحرب، وليس أنا ولا 119 عائلة».