strong>علي حيدر
التسوية على المسار الفلسطيني ــ الإسرائيلي، وتآكل مكانة السلطة الفلسطينية وقدراتها، وسيطرة «حماس» على قطاع غزة، إضافة إلى يأس الكثيرين من نجاعة تقديم الدعم لأبو مازن، بدأت أوساط بحثية وسياسية، أميركية وإسرائيلية وفلسطينية، بإعادة إحياء الخيار الأردني ودراسته بديلاً من الوضع القائم في المناطق الفلسطينية

كشفت صحيفة «هآرتس» أمس عن أن المؤشرات إلى إعادة إحياء الخيار الاردني لحل النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني تتراكم ببطء، مضيفة أن هذا الخيار عاد ليحتل مكانة محترمة على طاولة النقاشات، لكن ليس وفق الصيغة القديمة «الأردن هو فلسطين»، بل عبر صيغة أكثر تعقيداً: مساعدة أردنية للفلسطينيين، وإمكان إقامة كونفدرالية، و«ترتيب العلاقات».
وذكرت الصحيفة أن ذلك «لم يعد أقاويل محفوظة لرجال اليمين المتطرف، أو للمحافظين الجدد الذين لم يوافقوا على إقامة دولة فلسطينية. بل عاد هذا الطرح إلى جدول الأعمال حتى في أوساط أكثر مركزية». ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر مفاجأة من ذلك هو أن عدداً غير قليل من كبار المسؤولين الفلسطينيين من دوائر «فتح»، من الذين «يئسوا من خلال النهج الذي رسمه أوسلو، يهتمون بهذا الطرح».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله: «لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في هذه المسألة»، في إشارة إلى موقف الإدارة الحالية، لكنه عاد وأكد إمكان حصول تغيير في الموقف مع «إدارة رئيس آخر».
ولفتت الصحيفة إلى وجود أجواء قريبة من هذا الخيار في محيط بعض المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة، حيث أوردت نقلاً عن المستشار السياسي لأحد المرشحين لانتخابات 2008 أن «تعزيز أبو مازن يبدو أنه الأمر السليم الذي ينبغي فعله، لكننا جميعاً ندرك أن فرص نجاحه متدنية». وأضاف أنه «في ضوء هذه الظروف ينبغي البحث بهدوء عن بديل، لكن هذا أمر خطير، إذ إن مثل هذا البحث يُضعف على الفور أبو مازن».
كما نقلت «هآرتس» عن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية رودولف جولياني قوله لجمهور يهودي في واشنطن إنه يجب «محاولة مساعدة أبو مازن، إلا أنه يجب التأكد من أننا نحصل على مساعدة من الأردن ومن أماكن أخرى كي لا يقع العبء برمته على إسرائيل أو على الولايات المتحدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن الخيار الأردني في إسرائيل ليس من نصيب اليمين وحده؛ فرئيس الدولة المنتخب، شمعون بيريز قال لدى إدلائه بشهادته أمام لجنة فينوغراد عن أداء القيادتين السياسية والعسكرية خلال حرب لبنان الثانية: «علينا أن نبحث عن مبنى جديد مع الفلسطينيين؛ أنا في قلبي عدت إلى الاستنتاج الذي كنت متمسكاً به على الدوام: نحن ملزمون بأن نجلب الأردنيين. لا يمكننا أن نصنع السلام فقط مع الفلسطينيين».
وذكرت «هآرتس» أن «المحافل الحكومية في إسرائيل التي تعمل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية لتعزيز أبو مازن، لا تطرح المسألة الأردنية للبحث أمام الجمهور، خشية أمور عديدة، منها إغضاب الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس. لكن رئيس المعارضة، ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو يتحدث علانية عن الحاجة إلى إدخال قوات أردنية إلى الضفة الغربية للمساعدة في فرض النظام».
وعلى مستوى مراكز الأبحاث، اقترح عضو معهد البحوث «مركز شليم» في القدس المحتلة، ميخائيل أورون، المتماهي مع اليمين الإسرائيلي، العودة إلى فكرة «الحكم الذاتي» للفلسطينيين، فيما يكون «الأمن مسؤولية إسرائيلية ـــــ أردنية مشتركة».