باريس ــ الأخبار
دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إثر محادثاته مع الملك الأردني عبد الله الثاني في باريس، أمس، إلى «اتخاذ مبادرات» لمساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واستبقى ساركوزي الملك الأردني إلى الغداء عقب اللقاء. وكان من المنتظر أن يعقد ساركوزي وضيفه مؤتمراً صحافياً مشتركاً، إلا أنه ألغي قبل لحظات فيما كان الرئيس والملك يتوجهان إلى قاعة المؤتمرات، من دون أن يعرف سبب هذا الإلغاء المفاجئ.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الفرنسية دافييد مارتينو إن ساركوزي أطلع الملك الأردني على جوهر محادثاته الهاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أمس. وأنه أبلغ أولمرت «ضرورة مساعدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس»، قبل أن يشدّد على ضرورة اتحاذ إسرائيل مبادرات.
وأوضح مارتينو أن ساركوزي تناول مع الملك الأردني الأوضاع في سوريا ولبنان وإيران، إضافة إلى المسألة الفلسطينية، معيداً التذكير بأن «شروط استئناف الحوار مع دمشق على مستوى أرفع من مستوى السفير غير متوافرة حالياً».
وفيما تتحدث أوساط مطلعة عن مبادرات فرنسية في الملف الفلسطيني، تجنب مارتينو الكشف عن تفاصيل هذه المبادرات من دون أن ينفي وجودها، قائلاً «إن التاريخ الحديث للمنطقة تشوبه خيبات أمل ومبادرات فاشلة». واستطرد بأن «الدرس الذي يجب أن نتعلمه هو أنه لا يجب الحديث مسبقاً عن مثل هذا النوع من الخطط». وأضاف «إن الشيء الأكيد اليوم هو أن المنطقة في وضع خطير جداً ويجب التحرك»، قبل أن يعود ليشير إلى «ضرورة اتخاذ مبادرات لإيجاد حل»، لافتاً إلى أن باريس لا يمكن «أن تقبل بالبقاء ساكنة»، فيما الأمور تسير في هذا المنوال.
وفي شأن المجال النووي المدني، ذكر المتحدث بأنّ الرئيس الفرنسي يعتبر أن الطاقة الذريّة المدنية يجب ألّا تكون «ملك بعض دول الشمال أو حكراً عليها»، ويأمل أن يتمّ «تقاسمها مع الدول النامية التي تتفق أكثر من سواها مع معاييرنا للتنمية، وخصوصاً الاقتصادية والسياسية».
وتابع مارتينو بإلإشارة إلى أنّ ساركوزي أمل أن تصبح العلاقة الفرنسية ـــــ الأردنية «شراكة استثنائية»، متوقفاً خصوصاً عند «التعاون الاقتصادي في المجال النووي المدني والتعاون العسكري». وبيّن أنّ عبد الله أمل العودة الى باريس «ربما في أيلول (المقبل) في زيارة أطول تتخلّلها لقاءات مع مسؤولين سياسيين واقتصاديين».
وكان مسؤولون قد تحدّثوا في وقت سابق عن أنّه من المتوقّع أن يدعو عبد الله باريس لدعم مبادرة السلام العربيّة، مشيرين إلى أنّه من بين القضايا الأخرى التي ستحظى بالاهتمام خلال المحادثات سبل تعزيز التعاون المشترك وإمكان شطب ديون فرنسية مستحقة على الأردن تبلغ حالياً 950 مليون دولار.