strong>محمد بدير
كغيره من الساسة الإسرائيليين الذين نُشرت محاضر شهاداتهم أمام لجنة فينوغراد حتى الآن، حمّل وزير شؤون المتقاعدين، رافي إيتان، مسؤولية الإخفاق في الحرب للجيش الذي قال إنه لم يقدّم للحكومة خططاً واضحة بشأنها ولم يزوّدها بالمعلومات الكافية خلالها وفي نهاية المطاف لم «يزوّدها بالبضاعة» المطلوبة

رأى رافي إيتان، الذي كان عضواً في المجلس الوزاري الأمني المصغّر خلال العدوان على لبنان، في شهادته أمام لجنة فينوغراد التي نُشرت أمس، أن الحرب حالت دون وقوع كارثة أكبر، معتبراً أن شنّها كان من حسن حظ إسرائيل.
وقال إيتان «في نظرة إلى الوراء، أقول من حظ إسرائيل أنها خرجت للحرب، وأشدد على ذلك، من حظها». وأضاف، مشيراً إلى الدروس التي استُخلصت من الحرب ويجري تطبيقها بعدها، «ثمة شك في أن أموراً كثيرة يجري تنفيذها اليوم ــ حتى لو كانت تُنفّذ بكسل ــ كانت ستُنفّذ (لولا نتائج الحرب). لذلك أيّدت قرار شن الحرب».
وشدد إيتان على أنه في بداية الحرب اعتقد أن الأمر يتعلق بحملة عسكرية لا بحرب، وأنه كان شريكاً في هذا الاعتقاد مع زملائه في الحكومة. وقال «قدّرت أنه لن تحصل حرب حقيقية، بل عملية عسكرية تستمر على أبعد تقدير أسبوعاً أو أسبوعين».
ووجّه المسؤول السابق في الموساد أصابع الاتهام في فشل الحرب إلى المؤسسة العسكرية التي رأى أن تأثيرها في عملية صناعة القرارات الاستراتيجية كان أكبر من اللازم، لكنها على رغم ذلك «لم توفر البضاعة» (لم تنجح في المهمة). وأوضح إيتان أنه انتقد في جلسات المجلس الوزاري المصغر التي عقدت خلال الحرب، «قلة المعلومات، والمعلومات الجزئية التي تلقاها الوزراء» من الجيش.
ولفت إيتان، في هذا السياق، إلى أنه قال في جلسة وزارية عقدت بتاريخ 27 تموز 2007 «نحن غير مهيّئين لاتخاذ القرارات بناء على المعلومات التي نتلقاها، وبعد ذلك قلت ذلك لـ(رئيس الوزراء إيهود) أولمرت في جلسة خاصة. قلت له: اسمع، بالشكل الذي أتلقى فيه المعلومات من قادة الاستخبارات العسكرية ومن رئيس الموساد ومن قائد سلاح البر، لست مؤهلاً لاتخاذ قرار، أنا أصوّت «مع» لأنه لا يمكنني الوصول إلى عمق الأمور حسب المعلومات التي أتلقاها».
وفي سياق رده على سؤال وجّهه له أعضاء اللجنة حول توافر المعلومات اللازمة لأولمرت لاتخاذ القرارات، قال إيتان «في الأيام الأولى للحرب، زرت قيادة المنطقة الشمالية مع رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان، وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وهناك وجدت نفسي أمطرهم بطرح الأسئلة كي أحصل على إجابات واضحة حول خطة الحرب وثمنها، بما في ذلك الخسائر البشرية، ونتائجها وأهدافها. في رأيي، لم تتوافر المعلومات اللازمة. لقد تحدثت مع رئيس الوزراء وقلت له: إيهود، هذا الجيش غير الذي أعرف، أنت المسؤول، كل المسؤولية ستلقى على عاتقك، ولكن تذكر أنني من ورائك».
وسأل أعضاء اللجنة إيتان «هل يُفهم من كلامك أن الوزراء لم يطلعوا من الجيش على عرض لخطط واضحة؟»، فأجاب «صحيح، لقد وضعوا لنا خيارين على الطاولة. والأدوات التي توافرت لنا لاتخاذ القرارات كانت التجربة الشخصية لكل واحد منا وأحاسيسه».
وروى أن رئيس الأركان السابق دان حالوتس ووزير الدفاع السابق عامير بيرتس تحدثا عن خطة عملانية كبيرة، إلا أن المعارضة كانت شديدة من قبل الوزراء. وأضاف أن «فؤاد (بنيامين بن إليعيزر) وأنا فقط وافقنا على الخطة الكبيرة. حينها كان واضحاً بالنسبة إليّ أنه من دون خطة كبيرة، لا يمكن إيجاد نوع من السيطرة على الأرض. لكني قلت إنه يجب تنفيذ الخطة الكبيرة في الفترة الأخيرة فقط، كي لا نبقى وقتاً طويلاً في المنطقة، لأننا إذا بقينا فترة طويلة، سنتعرض لخسائر فادحة».
وكشف رئيس حزب المتقاعدين أن عدم إعلان حالة الطوارئ والاكتفاء بإعلان حالة «الوضع الخاص» في منطقة الشمال خلال الحرب يعود إلى الخشية لدى المحافل الاقتصادية، وفي مقدمها وزير المال، من انعكاس ذلك سلباً على تدريج الاعتماد المالي لإسرائيل في العالم.
وفي سياق شهادته، قال إيتان إن استعداد الدولة لاستخراج العبر من حرب لبنان الثانية غير كاف، مشيراً إلى أن «صراع البقاء السياسي من قبل الحكومة أو من قبل أعضاء فيها، يحتاج الى وقت وطاقة، وهو يعوق الكثير من الأمور الأخرى».