محمد بدير
كشف عن مشروع نووي سرّي يجعل إيران أكثر قرباً إلى «القنبلة الذرّية الشيعية الأولى»

أعاد الإعلام الإسرائيلي امس الحديث عن الجنرال الإيراني المفقود علي رضا عسكري، مشيراً إلى أنه فر من إيران وموجود لدى الاستخبارات الأميركية، وأنه كشف عن معلومات جديدة تتعلق بمشروع نووي إيراني سري، بموازاة المشروع النووي العلني.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» امس عن مصدر اميركي رفيع المستوى قوله إن «الجنرال الايراني الذي اختفى في مدينة اسطنبول (التركية) في شباط الماضي، فرّ الى الغرب وموجود في منشأة استخبارية محصنة في الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «التحقيقات مع عسكري كشفت ضوءاً جديداً على سلسلة من المواضيع والقضايا التي تتعلق بأشد أسرار النظام الإيراني كتماناً، كانت لديه القدرة على أن يصل إليها بشكل مباشر أو غير مباشر».
وحسب المصدر الأميركي الرفيع المستوى، فإن المعلومات التي كشفها عسكري للاستخبارات الأميركية تتعلق بوجود «مشروع نووي ايراني سري، حتى الآن، لم يكن معروفاً من الغرب، استطاع الايرانيون من خلاله تحقيق تقدم ذي مغزى»، مضيفاً أن عسكري كشف عن وجود «مسار آخر بالتوازي مع المسارات (المعروفة) يعمل العلماء الايرانيون عليه بالاستناد الى تكنولوجيا قديمة نسبياً لتخصيب اليورانيوم مع استخدام أشعة الليزر، ولكن مع تطوير كيميائي اضافي مختلف تجعل التكنولوجيا (التي يعملون عليها) أكثر تقدماً».
وبحسب المصدر نفسه، فإن الجنرال الإيراني أضاف تفصيلات عن سلسلة الجهود المبذولة إيرانياً لإخفاء هذا المسار، «اذ لو استطاع الضغط الدولي او عملية عسكرية التأثير سلباً على المسار المعلن، فسيكون في وسع ايران أن تواصل المسار السري الى أن تبني القنبلة الذرية الشيعية الاولى».
وقالت الصحيفة إن «المعلومات المفصلة التي سلّمها عسكري عن المشروع النووي الايراني تثير قلقاً شديداً لدى أوساط أصحاب القرار في عدد من الدول الغربية، اضافة الى أوساط بعض المشغولين في الموضوع الايراني في تلك الدول، ممن اطلعوا على المادة الاستخبارية بأكملها».
وتابعت الصحيفة أن «مخاوف وشبهات نشأت منذ زمن تشير إلى أن الايرانيين يحاولون الحصول على قنبلة نووية بطرق اخرى، وجرى الاستحصال على رذاذ من المعلومات التي اشارت الى ذلك، لكن لم يشتبه أحد في أن الامر يتعلق بتقدم كبير يضع ايران اليوم على مسافة اقرب إلى القنبلة، مما كان مقدراً قبل فرار عسكري».
وأشارت الصحيفة إلى ان الكشف الجديد يذكّر بنجاح ايران في تضليل اجهزة الأمن الاسرائيلية والأميركية على مدى سني التسعينيات، حين أقنعتها طهران بأن المسار المركزي الذي تحاول عبره الحصول على التقنيات والمعلومات والمواد اللازمة لإنتاج القنبلة النووية، هو في علاقاتها مع روسيا. وفقط في عام 2002، انكشف هذا المسار وتبيّن أن العلاقات مع روسيا لم تكن في الاساس إلا تمويهاً على ما يجري في الواقع.
وتنقل الصحيفة عن المصدر الأميركي الرفيع المستوى قوله ان «محافل استخبارية غربية تجري تحليلاً للمعلومات التي سلّمها عسكري، وتعمل على إعادة تقدير الزمن الباقي لإيران للوصول الى القنبلة النووية»، مؤكداً أن «المعلومات التي سلّمها عسكري تقف أيضاً خلف تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يوم الجمعة الماضي التي اشارت فيها الى الخطر الجسيم المحدق من جانب ايران».
وأوضح المصدر الأميركي أن الحاجة الى تحليل معلومات عسكري هي التي تمنع نشرها، وخاصة ما «يتعلق بدور إيران في الإرهاب الدولي، بما في ذلك العمليات ضد الولايات المتحدة في لبنان وفي السعودية».
ويقدر المصدر الاميركي أن «تُستخدم المعلومات الجديدة لإثبات أن إيران تكذب، فوراً بعد الانتهاء من تحليل المواد الواردة في التحقيقات التي اجتازها» عسكري، مشيراً إلى أن «فرضية العمل (لدى الاستخبارات) في هذه المرحلة، هي أن الإيرانيين يدركون أن عسكري قد فر في اغلب الظن، وقد اتخذوا خطوات احترازية انطلاقاً من افتراض أنه سيروي كل ما يعرفه».
وأعرب المصدر الاميركي، بحسب الصحيفة، عن تقديره لجهاز الاستخبارات الايراني. وقال انه رغم «اكتشاف المسار السري في نهاية المطاف، وهو ما سنعمل عليه، يجب التصفيق للاستخبارات الايرانية التي نجحت مرة اخرى في مفاجأتنا وتميزت من جديد بالذكاء والدهاء الكبيرين على مدى سنين طويلة، اذ أدارت عملاً سرياً من دون أن نعرف عنه شيئاً».
وفي ما خص مساعد الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد، تشير الصحيفة إلى خيبة أمل الاستخبارات الاسرائيلية التي طالما اعتقدت لسنين طويلة، أن في وسع عسكري أن يحل لغز «حرارة الجسم»، وهو الاسم السري لقضية اختفاء آراد. ويشير المصدر الاميركي الى أن عسكري لم يكشف عن ضوء جديد يتعلق بهذه القضية.