كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل فوجئت بالمذكرات التي كتبها البروفيسور ماركوس كلينبيرغ، الذي اتهم بالتجسس لمصلحة السوفيات، حيث تتضمن المذكرات كشفاً للمرة الأولى عن قيامه بتجنيد شخصية أكاديمية إسرائيلية رفيعة المستوى للعمل مع جهاز الاستخبارات السوفياتي. وبحسب كلينبيرغ، فإن الشخصية تلك كانت قد حصلت على جائزة إسرائيل. ويوضح أن الأكاديمي المذكور ظل يعمل مع الاستخبارات السوفياتية حتى وفاته قبل سنوات.
وفي مذكراته، التي يتوقع أن تنشر قريباً، لا يشير كلينبيرغ إلى الاسم الحقيقي للأكاديمي المذكور، وذلك بحجة عدم المس بعائلته.
وأضافت الصحيفة أن كلينبيرغ يسخر في مذكراته من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث يشير إلى أن زميله، الأكاديمي المذكور، كان يشارك في مؤتمرات علمية في الاتحاد السوفياتي، في حينه، وكان يتم استدعاؤه بشكل دائم من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتوجيه النصائح الأمنية له حتى يتجنب الوقوع في شبكة الاستخبارات السوفياتية.
كما يكشف كلينبيرغ، في مذكراته، أن زوجته، فاندا، التي توفيت قبل سنوات، كانت أيضاً تعمل لمصلحة الاستخبارات السوفياتية، وأنها كانت نشطة ومهنية، بل تفوقت على زوجها في أحيان كثيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البروفيسور كلينبيرغ (89 عاماً) كان قد تسبب بأضرار أمنية شديدة لإسرائيل؛ فقد خدم في الجيش الإسرائيلي، برتبة عقيد/ بريغادير جنرال، وشغل منصب نائب مدير المعهد البيولوجي في «نس تسيونا». وقد تم ضبطه بتهمة التجسس في عام 1983، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عاماً، قضى منها 15 عاماً في السجن، وخمس سنوات في الاعتقال المنزلي، وغادر بعدها الدولة العبرية متوجهاً إلى فرنسا حيث تعيش ابنته.
وبحسب الصحيفة، فإن كلينبيرغ ولد في عام 1918 في وارسو، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، انتقلت عائلته إلى روسيا، حيث واصل دراسة الطب، وهناك تجند للجيش الأحمر، وأمضى خدمته العسكرية في الوحدات الطبية. وتجند للاستخبارات السوفياتية في موسكو، التي استكمل فيها دراسته في الأمراض المعدية والأوبئة.
وبعد عودته إلى بولندا، تزوج من فاندا، ثم غادر معها إلى السويد، ومن هناك هاجر إلى إسرائيل. وفي عام 1949، تجند هو وزوجته في الوحدات الطبية في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب كتاب «الجواسيس» ليوسي مليمان وإيتان هابر، ففي المعهد البيولوجي في «نس تسيونا»، تعمل وحدتان في إجراء دراسات حول الوقاية من الحروب الكيميائية والبيولوجية. وفي إطار عمله في المعهد، كان كلينبيرغ يسافر كثيراً للمشاركة في مؤتمرات علمية خارج إسرائيل، وخاصة إلى سويسرا.
وتابعت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اتهمت كلينبيرغ بالتجسس لمصلحة الاتحاد السوفياتي، وحكم عليه بالسجن الانفرادي مدة 20 عاماً، ومنع من النشر عن القضية، وذلك بهدف إخفائه عن أعين الاستخبارات السوفياتية. وفقط في عام 1992، أكد جهاز الأمن العام (الشاباك) حقيقة وجوده في السجن، وتم إخراجه من السجن الانفرادي. وأطلق سراحه في عام 1998.
(عرب 48)