strong> مهدي السيد
يتواصل الاهتمام الإسرائيلي بالمسألة السورية انطلاقاً من السؤال الذي يشغل بال الأوساط الإسرائيلية كافة، والذي يتركز على حل معضلة النيات السورية في كل ما يتعلق بالاستعدادات العسكرية لحرب محتملة مع إسرائيل. وإذا كان ثمة إجماع بين الأوساط السياسية والعسكرية، وحتى الإعلامية، على أصل الاستعدادات السورية للحرب، تبقى طبيعة هذه الاستعدادت موضع خلاف، لجهة تفسير وجهتها بين الهجوم والدفاع.
وفي محاولة منها لتوضيح المشهد الضبابي، قامت صحيفة «معاريف» بتكثيف المعطيات الموجبة والسالبة للحرب، وعرضها بشكل متقابل، تاركة للقارئ استنتاج الخلاصة التي يتوصل إليها.
المؤشرات الموجبة:
1. إزالة الحواجز في القنيطرة: أشار محلل الشؤون الأمنية في «معاريف» عميت كوهين إلى أنه بعد أربعين سنة رفعت سوريا معظم الحواجز العسكرية المنتشرة بين دمشق والقنيطرة، بحيث لم يبقَ منها سوى اثنين. وبحسب كوهين، يهدف هذا الأمر «وفق ما نقلت صحيفة «الحياة» عن مصدر إسرائيلي، إلى السماح لمئات مقاتلي حرب العصابات بالتحرك بحرية باتجاه الجولان لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل».
2. تصريحات علنية: يشير كوهين إلى أنه لم تخف محافل الحكم السوري في الفترة الأخير أن ثمة خياراً عسكرياً مطروحاً على جدول الأعمال، مشيراً بذلك إلى تصريحات لعدد من المسؤولين السوريين، في مقدمهم الرئيس السوري بشار الأسد.
3. تسلح متسارع: بحسب كوهين، نال سباق التسلح السوري زخماً آخر منذ حرب تموز من العام الماضي.
4. الجهوزية العملياتية: كشف كوهين نقلاً عن معلومات بحوزة إسرائيل، أن الجيش السوري يعمل الآن على رفع جهوزية وحداته وينظف استحكامات قديمة. كما نفذ تحريكاً لقوات تضمنت تحريك صواريخ باتجاه الحدود.
5. تواتر المناورات: يشير كوهين إلى أن الجيش السوري ينفذ مناورات بوتيرة متعاظمة، وعلى نطاقات أوسع. وينقل عن مسؤولين في إسرائيل قولهم إن حجم التدريبات والاستعدادات في الجانب السوري هو الأكبر منذ 1973.
المعطيات السالبة:
1. الرغبة في إيجاد خيار دبلوماسي: السوريون، بحسب المتخصص في الشؤون السورية في «معاريف» جاكي حوجي، مستعدون للدخول في مفاوضات للسلام، من دون شروط مسبقة. وهم يتابعون عن كثب ما يجري في إسرائيل، ويرون الحوار الجماهيري حول المسألة يتصاعد ويفهمون أن خيار المفاوضات لم يستنفد بعد. كما أنهم يعرفون أن لدى الجمهور الإسرائيلي تأييد لإخلاء الجولان، ولكن زعماءهم يترددون. ولهذا فمن المعقول، بحسب حوجي، ألا يسارع السوريون للتوجه إلى الخيار العسكري، قبل فحص القناة السياسية.
2. مكان هضبة الجولان في جدول الأعمال السوري: يدعي حوجي أنه حتى قبل استعادة الجولان، من المهم للسوريين أن يحافظوا على بقاء النظام العلوي، ولا سيما في عصر الأصولية الإسلامية وعدم الاستقرار في البلد الجار في العراق. وعليه، فإن المواجهة العسكرية مع إسرائيل تعرض ذلك للخطر.
3. الفارق العسكري: يتوقف حوجي عند موازين القوى، فيشير إلى التفوق الإسرائيلي العسكري في مقابل قدرة السوريين على أن يضربوا بشدة الجبهة الداخلية بالصواريخ. ويضيف حوجي أنه من ناحية سوريا، فإن المواجهة العسكرية مع إسرائيل هي خطوة انتحار عسكري.
4. الاعتبار الاقتصادي: نظراً لهشاشة الاقتصاد السوري، يرى حوجي أن كل مغامرة عسكرية من شأنها أن تضر به شديد الضرر.
5. الحاجة إلى لحفاظ على الهدوء: يلفت حوجي إلى أن لجوء السوريين إلى «حرب العصابات يعرضهم للخطر بإحراق الحدود السورية ـــــ الإسرائيلية، التي بقيت هادئة على مدى أربعين سنة».