حمّل المدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية آلون لئيل إدارة الرئيس جورج بوش مسؤولية تعثّر مفاوضات السلام بين تل أبيب ودمشق. ورأى أن الأميركيين هم الجهة الوحيدة القادرة على تعويض سوريا إذا قررت التخلي عن إيران والدخول في مفاوضات رسمية علنية مع إسرائيل.وقال لئيل، الذي شارك في ندوات مع مفاوض السلام السوري المستقل إبراهيم سليمان عن السلام بين سوريا وإسرائيل في لندن، إن «مجرد دخول السوريين غرفة المفاوضات مع الإسرائيليين يشكّل نكسة قوية لعلاقاتهم مع طهران، لكنهم إذا أوقعوا مثل هذه الصدمة فإنهم يحتاجون إلى بديل من هذه العلاقة وتعويضهم عنها».
ورأى لئيل، في حديث لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، أن «الجهة الوحيدة القادرة على ذلك هي الولايات المتحدة»، مضيفاً: «أنا شخصياً أتفهّم رغبة السوريين في أن تشارك الولايات المتحدة في عملية التفاوض، لكن الأميركيين يقولون للإسرائيليين إن بإمكانهم التفاوض من دوننا وهذا غير صحيح لأن هناك حاجة لأن يكونوا في غرفة التفاوض وربما أوروبا أيضاً وكذلك الأمم المتحدة».
وحول مفاوضات السلام مع سوريا، قال لئيل إنها «انطلقت بوساطة من الحكومة التركية في كانون الأول 2004، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها أرييل شارون رد على الأتراك بشكل سلبي فطلبوا مني السعي إلى إقناعه بفتح مفاوضات سلام مع دمشق. واقترح عليهم فتح طريق ثانٍ سري وغير رسمي لأن شارون كان مشغولاً جداً في تلك الفترة بالتخطيط لعملية فك الارتباط عن غزة».
وأضاف لئيل أن الأتراك وافقوا على اقتراحه، لكنهم أوقفوا وساطتهم في أيلول 2004 بعد اغتيال إسرائيل الزعيم الروحي لحركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين والقيادي في الحركة عبد العزيز الرنتيسي. وأشار إلى أن الوساطة انتقلت بعد ذلك، بطلب منه، إلى الحكومة السويسرية.
وأبدى لئيل عدم رضاه عما أنجزه مع سليمان «لأن الهدف من وراء لقاءاتنا السرية كان دفع حكومتي البلدين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعدما استنفدنا دورنا، لكنهما لم يفعلا». ورأى أن الولايات المتحدة «هي المسؤولة وأرادت عرقلة المفاوضات سعياً منها لممارسة أكبر قدر من الضغوط على سوريا».
(يو بي آي)