يحيى دبوق
«الأطلسي» والأوروبيون والأميركيون غارقون في العراق وأفغانستان لكنّهم سيباركون عملاً عسكرياً إسرائيلياً ضد إيران


هاجم الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان، أمس، قادة الدول الأوروبية، لما سمّاه موقفهم المتساهل جداً من البرنامج النووي الإيراني، ناقلاً عن قادة حلف شمالي الأطلسي قولهم إن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى الاعتماد على نفسها في مواجهة إيران، التي أشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنها قد تحصل على القدرة النووية الذاتية في النصف الثاني من عام 2009.
وقال ليبرمان، لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، «إن رياح التهدئة مع الإيرانيين تهب على أوروبا، وشعرت لدى حديثي مع الأوروبيين في بروكسل، وأيضاً هنا خلال زيارة (رئيس الوزراء الإيطالي) رومانو برودي، أنهم يريدون إقناع إسرائيل بوجوب التكيف مع برنامج نووي سلمي لإيران»، مشيراً إلى أن «الأمر بعيد عن الواقع وأن الأوروبيين يرغبون بتحميلنا هذه المشكلة، التي ليست مشكلتنا فقط».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد نقلت أمس عن تقرير، قدمه ليبرمان إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، بعد عودته أخيراً من أوروبا، قوله إن «تقديرات دول حلف شمال الأطلسي تشير إلى أنه في نهاية الأمر ستضطر إسرائيل إلى مواجهة إيران لوحدها».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن ليبرمان أفاد في تقريره بأن قادة الأطلسي أبلغوه بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تعتمد على الأسرة الدولية في منع إيران من التزود بالسلاح النووي، «ذلك أننا عالقون في أفغانستان، وقوات أوروبية وأميركية تغرق في الوحل العراقي، الأمر الذي سيمنع قادة الدول الأوروبية وأميركا من اتخاذ قرار استخدام القوة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية». وعليه، أضاف تقرير ليبرمان، «ستكون إسرائيل مطالبة بأن تنزع التهديد النووي الإيراني بالوسائل الموضوعة تحت تصرفها، ولا يمكنها أن تعتمد على التعاون الدولي».
وأضاف ليبرمان، في تقريره، إنه «بات مقتنعاً الآن بأنه من ناحية الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لم يعد هناك من خيار عسكري حيال إيران، وعليه فإن على إسرائيل أن تعمل لوحدها»، لكنه أكد أن «إسرائيل ستتلقى مباركة من الأوروبيين والأميركيين، إذا ما قررت أن تعمل لوحدها» ضد إيران عسكرياً.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن التقدير في الجيش الإسرائيلي عن تطور القدرة النووية الإيرانية هو «أن إيران قد تحصل على قدرة نووية في النصف الثاني من عام 2009، رغم أن الجيش لا يرى أن فرص ذلك مرتفعة، لكن الإمكانية الأكثر معقولية هي أن تصبح إيران نووية في عام 2010 أو 2011، كما يقدر أن تجاوز إيران عتبة التكنولوجيا (النووية) التي تسمح بإنتاج ذاتي للسلاح النووي، من ستة أشهر إلى عام».
من جهته، توقع الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يوسي كوبرفاسر، أن «تفشل العقوبات في وقف البرنامج النووي الإيراني»، مشيراً إلى أن «الوقت ينفد لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن كوبرفاسر قوله إن إيران «قريبة جداً» من النقطة التي ستتخطى فيها العتبة التقنية وتمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي، مضيفاً أنه عندما تتحكم طهران بالتقنية النووية فستمتلك القدرة على تصنيع قنبلة نووية في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
وتابع كوبرفاسر أنه «طالما أن روسيا لا تدعم الولايات المتحدة، فإن العقوبات لن تنجح في وقف إيران، وكي تكون العقوبات فاعلة يجب على العالم أن يهدد في الوقت نفسه باستخدام القوة العسكرية»، مشدداً على وجوب «إفهام إيران أنه إذا لم تجد العقوبات، فإن العالم مستعد لاستخدام القوة العسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني».
وحول استعداد طهران للمواجهة، قال كوبرفاسر إن «إيران تستعد لحرب محتملة، لكن القيادة الإيرانية لا تعتقد أن الولايات المتحدة أو إسرائيل في موضع القوة التي تمكنهما من شن عملية عسكرية معقدة» عليها.