حيفا ــ فراس خطيب
يبدو أن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي للسلام مع سوريا، وجدت من يتلقفها في الداخل الإسرائيلي، لمطالبة إيهود أولمرت بالفعل لا بالأقوال «بتجنب الحرب المقبلة»، ولعل نشر الأعلام السورية في القدس المحتلة، كان خطوة الضغط الأولى


علّق نشطاء تابعون لحركة «السلام الآن» الإسرائيلية أمس، على مشارف القدس، عشرات الأعلام السورية والإسرائيلية في الشارع المؤدي إلى المدينة المحتلة.
وقال نشطاء من الحركة إنَّ هذه الفعالية تأتي «رسالةً إلى الحكومة الإسرائيلية بأن الوقت قد حان للتفاوض مع سوريا». وقد سارع رجال «الجبهة اليهودية»، بقيادة اليمينيين المتطرفين باروخ مارزل وايتمار بن دفير، إلى تقديم شكوى للشرطة الإسرائيلية ضد الأمين العام لحركة «السلام الآن» ياريف اوفينهايمر احتجاجاً على رفع الأعلام السورية، وخصوصاً أنها «دولة عدو ويمنع القانون الإسرائيلي رفع أعلامها».
وعلّقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على رفع الإعلام السورية بالقول إنَّ هناك «من بدأ بشكل عملي التحضير للزيارة التاريخية (الوهمية)، للرئيس السوري بشار الأسد»، حيث علق ناشطو «السلام الآن» عشرات الأعلام السورية إلى جانب الأعلام الإسرائيلية، في الشارع المؤدي إلى القدس المحتلة حتى مبنى الكنيست.
وقال أوفينهايمر، لـ«يديعوت»، إن «الحكومة الإسرائيلية مجبرة على منع الحرب المقبلة وعليها أن تحاول التوصل إلى اتفاق مع سوريا». وأضاف أن «سوريا تبث رسائل في الأشهر القليلة الماضية بأنها متجهة نحو التفاوض»، مضيفاً أن «البديل للتفاوض هو حرب إضافية».
وتأتي ظاهرة نشر الأعلام بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الرئيس السوري بشار الأسد إلى التفاوض المباشر.
وفي تعليق على دعوة أولمرت، قال وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، في مقابلة أجراها مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إن «تحالف الأسد وإيران يشير إلى أنه لا يريد سلاماً مع إسرائيل». وأضاف: «على ما يبدو فإنَّ للأسد برامج أخرى غير السلام مع إسرائيل»، مشيراً إلى أنّ أولمرت «فعل الأمر الصحيح حين وضع الدعوة على الطاولة وكشف الوجه الحقيقي للأسد. والآن كل ما بقي لنا هو الانتظار والاستماع».
وفي دمشق، وصف النائب السوري محمد حبش دعوة أولمرت بأنها «استعراضية». وقال، في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «لا يوجد أي تحفظ لدى سوريا من أجل استئناف عملية التفاوض، لكن يجب أن نعلم أن التفاوض لا يتطلب أعمالاً استعراضية أو اعرافاً من هذا النوع».
وتابع حبش: «لا نرى في كلام أولمرت على استعداده لمقابلة الأسد سوى عمل استعراضي، لأن عملية التفاوض تبدأ على مستوى الخبراء وتستمر على مستوى الوزراء، وبعد ذلك عندما ينجزون شيئاً يصبح من المبرر القول إن لقاء على مستوى القيادات قد يحصل». وأضاف حبش: «نحن نشعر بأن ما يقوم به أولمرت هو مجرد تسويق استهلاكي لشعارات يعلم أن استحقاقها في مكان آخر».