strong>أعرب قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان (الاندوف) العميد النمساوي ولفغانغ ييلكه أمس عن قلقه إزاء تصاعد التوتر بين سوريا وإسرائيل، التي حمّلها مسؤولية ذلك، موضحاً أنها كسرت الروتين القائم في المكان وتقوم باستعدادات مكثفة، فيما تقتصر الإجراءات السورية المقابلة على الجانب الدفاعي
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن قائد «الأندوف» ولفغانغ ييلكه، الذي تولّى منصبه في شباط الماضي، قوله «لم يكن التوتر في مرتفعات الجولات عالياً بهذا الشكل منذ سنوات. أنا قلق».
وخلافاً لوجهة نظر إسرائيل التي ترى أن سوريا تمثّل «تهديداً استراتيجياً»، يقول ييلكه إن إسرائيل تتحمل مسؤولية إثارة التوتر الحالي.
ويرأس ييلكه القوة الدولية التي تضم 1300 جندياً والمنتشرة في الجولان منذ عام 1974. وهي مسؤولة عن مراقبة الهدنة بين الجانبين، ويشمل ذلك متابعة انتشار قواتهما على طرفي الحدود ضمن منطقة عمقها 50 كيلومتراً في الجانب السوري من خط وقف النار و25 كيلومتراً في الجانب الإسرائيلي.
وبحسب «يديعوت»، يدرك ييلكه جيداً القلق العام في إسرائيل، وهو مطّلع على التصريحات التي يطلقها ضباط وسياسيون إسرائيليون إزاء مشتريات الأسلحة السورية ورفع درجة جهوزية قواتها. لكنه رغم ذلك يرى أن الأعمال الإسرائيلية هي المثيره للقلق، موضحاً أن السوريين لم ينشروا أي قوات خاصة في المنطقة القريبة من الحدود بإمكانها شن هجوم مفاجئ على إسرائيل.
وأضاف ييلكه «لم أشاهد أي استعدادات غير طبيعية على الجانب السوري»، وتابع «مع ذلك فعلى الجانب الإسرائيلي نرى نشاطات مكثفة. حق إسرائيل بالدفاع عن النفس مفهوم، لكن نشاطاتها الحالية لا تساهم في جهود تخفيف التوتر في المنطقة. النشاطات الإسرائيلية لا تساعد في تهدئة الجانب السوري».
ورأى قائد القوة الدولية أنه ليس قلقاً من عمليات التسلح السورية. وقال «يجب أن نتذكر أن الصواريخ المضادة للدروع، وتلك المضادة للطائرات التي تشتريها سوريا، ليست أسلحة هجومية. سوريا تجدّد ترسانتها كأي جيش آخر في العالم. لا أرى في هذا الأمر شيئاً غير عادي». وخلص إلى استنتاج «أن احتمالات مفاجأة السوريين لإسرائيل متدنية جداً، وفي كل الأحوال، فإن الإسرائيليين مستعدون ومنتشرون بطريقة تضمن تفوقهم وتحرم السوريين تحقيق أي مكاسب».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في قوة «الاندوف» قولها إن «الجولان أصبح يشبه معكسراً مزدحماً»، في إشارة إلى حشد القوات المتبادل فيه. وقلّلت هذه المصادر من أهمية ما يقوم به الجيش السوري في المكان، مشيرةً إلى ضعف قدراته وقِدم عتاده «فشاحناتهم بالكاد تعمل ودباباتهم صدئة». وأضافت المصادر «في سوريا، ترى ثلاثة جنود مع مجرفة واحدة يحاولون حفر خنادق في الصخور الصلبة. أما على الجانب الإسرائيلي فنحن نرى الجرافات تقلب الأرض بنشاط».
وروى ييلكه لـ«يديعوت» كيف تغيرت المنطقة التي تشرف عليها قواته لجهة ازدياد السكان السوريين فيها مقارنة بما كانت عليه قبل أعوام. ويشير إلى أنه بحسب إحصاءات الأمم المتحدة كان حوالى خمسة آلاف شخص فقط يقيمون في المنطقة منذ عام 1974، لكن مع تسلّم الرئيس بشار الأسد السلطة في سوريا بدأت عمليات إعادة إسكان في المنطقة حيث يبلغ عدد السكان حالياً حوالى مئة ألف.
وحذر ييلكه من وجود احتمال كبير لاشتعال الجبهة، معتبراً أنه «في ضوء الأجواء المتوترة السائدة، يمكن أي حدث صغير أن يشعل في لحظة حريقاً كبيراً». وأضاف «علينا أن نذكر أنه في ضوء الطاقة العسكرية الضخمة التي تم تركيزها في المكان، يمكن أي خطأ أو سوء فهم أن يتحول إلى خطر مهول». إلا أن ييلكه ربط تعبيره عن القلق بالتشديد على أن «أياً من الطرفين لا يملك مصلحة حقيقية في الذهاب نحو مواجهة».
(الأخبار، يو بي آي)