علي حيدر
استبعد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، اللواء موشيه كابلنسكي، نشوب حرب مع سوريا هذا الصيف. وقال «حسب معلوماتنا، من غير المتوقع نشوب حرب الصيف المقبل من جهة سوريا». لكنه لفت في الوقت نفسه الى وجود خشية من سوء فهم او حادثة فردية تتسبب بفتح الجبهة بين الدولتين.
واوضح كابلنسكي، خلال حديث له بمناسبة مرور سنة على عدوان تموز، أن «الجيش في السنة التي تلت الحرب هو جيش آخر. وبعد الحرب، كُتبت من جديد الخطط العملياتية، التي اختُبرت في مناورات مختلفة وخلال الحرب».
وفي ما يتعلق بالتهديدات القائمة على الجبهات المختلفة، قال كابلنسكي «نحن نرى تدخلاً لدول من خارج المنطقة، وفي مقدمتها ايران، لتشجيع جهات متطرفة، ونرى أيضاً مسارات الاستعدادات في الجيش السوري». وأضاف إنه «على الرغم من أنه حسب فهمنا هي دفاعية، لا نستطيع تجاهل ما يحدث، فهم يعزّزون الاستعدادات والتقديرات. ونحن ملزمون أن نكون مستعدين لكل حادثة وسيناريو».
وأوضح كابلنسكي أنه خلال السنة الحالية سيشعر حوالى ثلث جنود الاحتياط بحدوث تغيير في تجهيزاتهم الشخصية. وقال «نحن لسنا في المكان الذي نريد أن نكون فيه، لكننا في الاتجاه الصحيح وهكذا سنستمر».
وتطرّق كابلنسكي أيضاً الى التغييرات التنظيمية التي جرت في الجيش في ضوء عِبر الحرب، ومن بينها إضافة ثلاثة ضباط رفيعي المستوى في شعبة الاستخبارات، والتنصت والشعبة اللوجستية.
وفي هذا السياق، قال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى إن جنود جيش الاحتلال يتدربون اليوم وفقاً لسيناريوهات هي أقرب ما يمكن لما سيحصل في الحرب. وقال «نحن نحاول تقريب التدريبات وإنتاج بنية تحتية تدريبية مشابهة لساحات القتال الملائمة لكل وحدة». وأضاف إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء تدريبات للجهاز النظامي بمعدل 17 أسبوعاً في السنة، إلا أن الصيغة النهائية لذلك لم تحدّد.
الى ذلك، قدَّرت أوساط الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة «هآرتس»، أن سوريا مشغولة في هذه المرحلة بتحسين جهوزيتها وأهليتها للحرب حيال اسرائيل. ووفقاً للتقديرات، فإن السوريين غير معنيين بحرب مع اسرائيل، إلا أنهم يستعدون لاحتمال أن تبادر الدولة العبرية إلى عملية عسكرية ضدهم. ورأت الأوساط نفسها أنه في الوقت الذي يستعد فيه الطرفان للحرب، هناك إمكان لنشوب حرب بين الطرفين نتيجة دور يؤديه طرف ثالث يرغب في تسخين الجبهة. ولفتت الأوساط الى أنه يُحتمل أن تعود الجبهة اللبنانية، في حال نشوب حرب، لتسخن من جديد.
وأضافت الصحيفة نفسها إن تقديرات الجيش تفيد أن حزب الله نجح في العام الأخير في تجديد جزء من مخزونه الصاروخي، وأن السوريين زودوه بعشرات الصواريخ بقطر 220 ميلليمتراً و320 ميلليمتراً. لكن تقديرات المؤسسة العسكرية ترى أن حزب الله ليس بنيّته الخروج لمواجهة مع اسرائيل ما دام لم يُنهِ عملية إعادة بنائه، فضلاً عن أن قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني تفرض عليه مصاعب في عملية اعادة البناء وتفرض عليه ان يقوم بالعملية بشكل خفي.
ونقلت الصحيفة عن الجيش تقديره أن «رواية المقاومة» تترسخ في دول ومنظمات «إرهابية» عديدة في الشرق الأوسط، وأن هذا النهج تعزز بفعل «انسحاب الجيش الإسرائيلي الأُحادي من لبنان عام 2000، ومن فك الارتباط عن قطاع غزة عام 2005، ومن الميل القائم لانسحاب أميركي مستقبلي في العراق وبقدرٍ ما أيضاً من نتائج حرب لبنان الثانية».
أما على المستوى الفلسطيني، فتقدر شعبة الاستخبارات أن فرص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستعادة السيطرة على قطاع غزة طفيفة للغاية، وأنه يعتزم نيل شرعية جماهيرية من خلال ترميم سيطرته في الضفة، وفي أعقابها إجراء انتخابات جديدة يتوقع أن يفوز فيها. ويرى المصدر نفسه أن حركة «حماس» ستنجح في الحؤول دون هذه الخطوة، مشيراً إلى أنها «تتمتع بشرعية متعاظمة في العالم العربي ومن دون تشديد الضغط العسكري والسياسي على القطاع، فإن استراتيجيتها ستستمر وستحظى بالنجاح».