strong>محمد بدير
«تأهّـــب» عنـــد الحـــدود مع لبـــنان... واتهـــامـــات للجيـــش اللبـــناني بالمساعـــدة في نقــل الســـلاح

رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حال التأهب على الحدود مع لبنان بالتزامن مع الذكرى الأولى لعدوان تموز، إلا أن تقارير لجيش الاحتلال أكدت أن جنوده غير قادرين على منع عملية أسر أخرى.
وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن وحدات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية أُمرت «برفع حال التأهب»، مشيرة إلى أن قيادات الجيش تخشى أن تحاول منظمة فلسطينية أو جهة مستقلة العمل ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وأن هناك مخاوف من أن يجري مدنيون لبنانيون تجمعات ومسيرات على طول الحدود الشمالية، يقومون خلالها برمي الحجارة تجاه الجنود.
ونقلت «معاريف» عن أحد مسؤولي الأمن قوله «لقد طلبوا من المجموعة العسكرية أن تكون مستعدة وأن تزيد من يقظتها لاحتمال وقوع حادث أمني من جانب حزب الله».
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» أمس إن مقابلات أجرتها مع ضباط وجنود إسرائيليين من ثلاث وحدات في قوات الاحتياط أظهرت أن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لإحباط هجمات غايتها أسر جنود إسرائيليين عند الشريط الحدودي مع لبنان.
وقال العسكريون في الاحتياط إنهم لمسوا وجود إخفاقات وفجوات مقلقة في ما يتعلق بالعتاد العسكري ومؤشرات كثيرة تدل على وجود إهمال يصل حد اللامبالاة في أحد القطاعات على الحدود.
وعبر هؤلاء العسكريون عن قناعتهم بأنه إذا أراد حزب الله تنفيذ هجوم مجدداً فإنه لن يواجه صعوبة في أسر جنود «فالجيش الذي وجدناه عند الحدود لن ينجح في إحباط ذلك».
واشتكى العسكريون في الاحتياط من أداء القوات النظامية. وأشاروا إلى انعدام النظافة في أحد المعسكرات الذي تغطيه «غيمة من الحشرات» وقضاء الجنود النظاميين وقتاً طويلاً في اللعب بأجهزة التلفاز وألعاب «بلاي ستيشن». كما ان ضباطاً في هذه الوحدات لا يتواجدون بشكل كاف في معسكرات الجيش.
وقال ضباط في سرية احتياط، أنهوا خدمتهم أخيراً في القطاع الغربي حيث وقعت عملية أسر الجنديين والتي قتل فيها آخرون، إن عدد القوات قليل بالنسبة إلى حجم المنطقة التي يتولون مسؤوليتها، وقليل بالنسبة إلى المهمات الملقاة عليها، وإنه يتواجد عدد قليل من الجنود نسبياً، بل وأقل مما كان في السابق. وأضافوا «استنتجت لجان التحقيق حول عملية الاختطاف أن سرية الاحتياط التي تعرضت للعملية كانت تعاني من نقص كبير في عدد القوات بالنسبة إلى حجم المهمات الملقاة على عاتقها. ومن أجل تعزيز سرية الاستكشاف، نقل قسم من مهمات الحماية إلى قوات أخرى (قوات رصد)، مؤهلاتهم محدودة على مستوى القوات الراجلة. ولم يتم إصلاح مواطن الخلل في وسائل الحماية منذ الحرب».
وقال الضباط إن «الجنود في أحد المواقع زودوا بقنابل يدوية لم يستخدمها قسم منهم منذ السنة الأولى من خدمتهم الإلزامية. وأضافوا انه في أحد المواقع يوجد مدفع رشاش لا يجيد جنود الاحتياط استخدامه ولم يتلقوا تدريبات لتشغيله إلا أخيراً على يد أحد أفراد طاقم دبابة».
وفي السياق، قال المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان إن «حرب لبنان خلفت مرضاً شديداً في الجيش، يتفاقم ويحتدم باستمرار». وأضاف «هذا ليس مجرد قول آخر في إطار الجلد الذاتي الذي يتملكنا منذ ذلك الوقت. أرقام ومعطيات تدل على ذلك توضع على طاولات رئيس شعبة المقدرات البشرية في الجيش الإسرائيلي ورئيس الأركان».
إلى ذلك، قال مسؤولون في أجهزة استخبارات إسرائيلية إن جنوداً في الجيش اللبناني يساعدون حزب الله على إدخال أسلحة إلى منطقة جنوب لبنان. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن هؤلاء المسؤولين قولهم في اجتماعات مغلقة عقدت أخيراً إن «40 في المئة من جنود جيش لبنان هم من الشيعة الذين يتماثلون مع حزب الله، ولذلك فإنهم يسهمون في تقويته».
وبحسب الإذاعة، فإن ضباطاً في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، أشاروا إلى وجود «فروق أيديولوجية بين الشيعة والموارنة في الجيش اللبناني، وهي فروق واضحة وأن جنوداً من الشيعة يساعدون حزب الله».