نفى مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، مايكل وليامز، أمس أن تكون المنظمة الدولية قد حددت ملكية مزارع شبعا المحتلة، متوقّعاً أن يمهّد مسحها للمنطقة الطريق لمحادثات في شأن مصيرها، ومشيراً إلى أن دمشق لمّحت له إلى استعدادها لتغيير طبيعة علاقتها بإيران وحزب الله وحركة «حماس» إذا تحقق تقدم للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.وقال وليامز، في مقابلة مع وكالة «رويترز» من القدس المحتلة، إن «دور خبير رسم الخرائط يقتصر على رسم المنطقة باستخدام الخرائط القديمة والوثائق وإجراء عملية مسح طبيعي. لكن هذا لا يعني تحديد الدولة التي لها السيادة على مزارع شبعا».
ونفى وليامز تقريراً نشرته صحيفة «هآرتس» أول من أمس ذكر أن المنظمة الدولية تعتقد الآن أن مزارع شبعا هي أراض لبنانية وأنها طلبت من إسرائيل نقل السيطرة على المنطقة الى قوات «اليونيفيل». وقال «نأمل أن ينتهي خبير رسم الخرائط من واجبه وعمله الفني خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة المقبلة، ثم يفتح الباب أمام العمل الدبلوماسي والسياسي»، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون جاهزاً في موعد مناسب لتقرير للأمم المتحدة من المقرر تقديمه في منتصف أيلول.
وقال وليامز إن حكومة لبنان قدمت وثائق وخرائط من سجل المحفوظات لديها. وأضاف أنه طلب مراراً من السوريين أن يقدموا الوثائق التي لديهم، لكنهم «لم يقدموا شيئا وهو أمر مخز».
وفي ما يتعلّق بملف الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، قال وليامز إنه «لم يتحقّق سوى تقدم طفيف في المحادثات مع حزب الله» بشأنهما. وأضاف «إنني حزين لأننا ونحن نحيي الذكرى السنوية (لأسرهما) لم نتمكن من تحقيق تقدم كبير».
وأضاف وليامز «نواصل الحديث مع حزب الله في هذا الشأن. لكنني أشعر بالأسف، ليس فقط لأننا لم نتمكّن من الإسراع بالافراج عن الجنديين، وإنما لأننا لم نتمكن من الحصول على دليل على أنهما على قيد الحياة».
وقال وليامز إن المسؤولين السوريين أوضحوا له، خلال أحدث زيارة قام بها لدمشق، إن «مفاوضات السلام السورية ـــــ الإسرائيلية التي انهارت عام 2000 وضعت بدرجة كبيرة أطر الاتفاق». وأضاف أن «الجانب السوري قال بشكل أساسي: العمل أنجز. إنه هنا في الأدراج. القضايا الكبرى مثل المياه والأمن بحثت كلها حينذاك وحسمت بدرجة كبيرة. وإذا كانت المفاوضات ستستأنف، يمكننا حينها تحقيق تقدم حقيقي».
وأعرب وليامز عن اعتقاده بأن التقدير السوري بأن الاتفاق جاهز «في الادراج» «مبالغ فيه الى حد ما». وقال «إنه صعب. هناك شعور بعدم الارتياح لدى الجانبين ينبع من تاريخ علاقتهما منذ أكثر من 60 عاماً. من الصعب جداً إزالة الشكوك والكراهية الناجمة عن ذلك».
وسئل وليامز عما إذا كانت سوريا قد أبدت أي استعداد لقطع الروابط مع إيران وحزب الله و«حماس»، فقال «الانطباع الذي كوّنته خلال زيارتي لدمشق هو أنه إذا حدث تقدم على مسار إقرار السلام، فسنشهد بعض التغيرات في السلوك السوري في ما يتعلق بالقضايا الثلاث».
(رويترز)