strong>محمد بدير
بن رؤوفين يصف حرب تموز بـ «الصفعة المدوية»

لم تؤدّ التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، عن الاستعداد للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، إلى إزاحة الاستعداد العسكري الإسرائيلي للمواجهة مع دمشق، عن جدول الأعمال، وفق ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضباط كبار سابقين في جيش الاحتلال.
وقال اللواء احتياط أيال بن رؤوفين، الذي شغل منصب نائب قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الذي شنه الجيش الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام الماضي، إن جيش الاحتلال يستعد لاحتمال نشوب حرب شاملة في المنطقة، وإن هذا الأمر يشكل تغييراً جوهرياً في طريقة عمله في أعقاب حرب لبنان الثانية.
ونقلت «يديعوت» عن بن رؤوفين قوله، خلال حديثه في ندوة عن «جوانب مختلفة للحرب» أقيمت في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أمس، إنه «بواسطة الاستعداد لحرب شاملة يمكن مواجهة الإرهاب الفلسطيني وليس العكس، كما جرت الأمور حتى الآن، حيث كانوا يواجهونه ويعتقدون أن الجيش سيكون مستعداً بهذه الطريقة لتوفير رد في حال نشوب حرب شاملة».
وتطرق رؤوفين إلى التحدي السوري، فاعتبر أنه «إذا اندلعت حرب مع دمشق، فستواجه إسرائيل تحدياً مركباً، لأن السوريين يدركون أنهم سيكونون في موقع ضعيف في المعارك في مقابل الجيش الإسرائيلي، وبالتالي سيكونون مستعدين لتلقي ضربة عسكرية ومدنية، لكنهم سيتطلعون إلى ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية من أجل تحقيق مكاسب مستقبلية في أي عملية سياسية، وإحداث شرخ إضافي في المجتمع الإسرائيلي». وعلى هذا الأساس يرى رؤوفين أن مهمة الجيش الإسرائيلي «ستكون مركزة للغاية بحيث سيضطر إلى أن يكون سريعاً مع تحييد، ما أمكن، المجالات الاستراتيجية التي تهدد البطن الرخو في إسرائيل، الأمر الذي يمكّن عملياً من منع الإنجاز الذي يتطلع السوريون إلى تحقيقه».
وأضاف رؤوفين إنه من أجل تنفيذ هذه المهمات بنجاح، يتعيّن «على الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة وسريعة، ولذلك فإن الجيش الإسرائيلي يجدد الآن قدراته على تنفيذ مناورات بما في ذلك تدريبات واستكمال الجهوزية التكنولوجية».
وفي معرض حديثه عن الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، حاول بن رؤوفين إيجاد التبريرات لفشل جيشه خلال العدوان على لبنان والبحث عن أسباب تخفيفية وتلطيف شدة الفشل والهزيمة، من قبيل قوله إنه «لو تم تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة من هذا النوع في لبنان خلال الحرب الأخيرة لكانت نتائجها مختلفة».
وأضاف بن رؤوفين إن «الجيش الإسرائيلي لم يهزم في حرب لبنان الثانية، وإنما فشل في فرض قوته وتحقيق أهدافه بسبب وجود قيادة عسكرية وسياسية فاشلة، لم تنجح في إيجاد الربط الصحيح للإنجازات. الحرب كانت صفعة مدويّة، وأوضحت لنا خطأنا عام 2000»، في إشارة إلى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان.
بدوره، تطرق الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون زئيفي فركش، الذي تحدث في الندوة نفسها، إلى القضية اللبنانية، فاعتبر أن حزب الله مشغول حالياً بصراعات سياسية وبالتسلح بصواريخ قصيرة وطويلة المدى.
وأشار فركش إلى أن «الحرب في لبنان تحديداً، من شأنها منح فرص واحتمالات أكبر لإجراء تسوية بين لبنان وإسرائيل، وذلك على خلفية السيرورات الداخلية التي تجري في بيروت».