يديعوت أحرونوت ــ غيورا آيلاند
هـــل هنـــاك جـــدوى من اتفـــاق ســــلام مـــع دمشـــق؟

أعاد الخطاب الأخير لبشار الأسد، إضافة إلى رد (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت عليه، إحياء النقاش حول مدى جدية الرئيس السوري، وما إذا كان يقصد ما قاله حقاً؟
مع كل الاحترام لطارح هذا السؤال، فإن هذه القضية ليست ما يجب أن يكون في بؤرة السجال العام في إسرائيل اليوم. وكذلك ليس التساؤل عن قدرة الأسد (على التوصل إلى اتفاق سياسي مع تل أبيب). السؤال المهم هو: هل يُعقل أن يكون اتفاق سلام اسرائيلي ـــــ سوري، بافتراض أنه ممكن، ذا جدوى لإسرائيل؟.
سيكون اتفاق السلام هذا، على فرض انه سيكون مشابهاً لما تم إحرازه تقريباً في عام 2000، قائماً على اعادة هضبة الجولان كلها الى سوريا وستحصل اسرائيل في مقابل ذلك على اربعة اشياء: سلام مشابه للسلام مع مصر؛ وتسويات أمنية؛ ووعد سوري بعدم دعم الارهاب المعادي لاسرائيل؛ ووعد بأن تستمر جداول مياه الجولان بالتدفق (نظيفة) إلى بحيرة طبرية.
هل اتفاق كهذا مجدٍ؟
في مقابل مزايا السلام، ثمة ستة أسباب للتحفظ على اتفاق كهذا:
  • أولاً: لا يحل هذا الاتفاق حتى مشكلةً واحدة من المشكلات الأمنية الاخرى لإسرائيل. فهو لا يؤثر أبداً في التهديد النووي الايراني
  • ، وهو لا يخفف حدة النزاع الاسرائيلي ـــــ الفلسطيني، بل العكس، وبخلاف الوضع في عام 2000، لا يعد بحل حزب الله في لبنان.
  • ثانياً: ليس من شأن اتفاق سلام مع سوريا أن يُسوي علاقات اسرائيل بالعالم العربي ولا أن يُسهم في شرعيتنا الدولية، ولم يفعل ذلك أيضاً اتفاق السلام مع الاردن.

  • ثالثاً: يمكن افتراض أن اتفاق سلام مع سوريا، يتضمن تطبيعاً وفتحاً للحدود، قد يسهم في تقريب نهاية حكم الأقلية العلوية للأكثرية السنيّة فيها.
  • وعندما يسيطر السنة، بتأثير الاخوان المسلمين، لن يكون من الواضح على الإطلاق احترامهم لاتفاق وقعه «الكافر غير الشرعي بشار الأسد».
  • رابعاً: تأييد الولايات المتحدة. لن تعارض الولايات المتحدة مسيرة سلمية اسرائيلية ـــــ سورية، لكنها، بخلاف الماضي، لن تكون مستعدة للإنفاق عليها.
  • في جميع اجراءاتها السلمية السابقة، مع مصر والفلسطينيين، بل ومع سوريا، كان واضحاً أن جزءاً كبيراً من تعويضنا سيدفعه الاميركيون لا الجانب العربي. الآن، بلا تعويض كهذا، قلّت جاذبية الاتفاق.
  • خامساً: والأهم، السبب الأمني. أعتقد، بناء على اطلاع عميق على الترتيبات الأمنية التي بحثت في عام 2000، بأن الاتفاق لا يمكن أن يعطي اسرائيل الحد الأدنى من الشروط الأمنية المطلوبة.

  • سادساً: إن هضبة الجولان هي إحدى المناطق القليلة التي ما تزال تُمكّننا من «الخروج لاستنشاق الهواء»، والتمتع بنزهة حقيقية يوجد فيها منظر طبيعي، ومياه وتاريخ يهودي.
  • هناك من يقول إنه يمكن التنزه في الجليل، وأنه سيكون في الإمكان قضاء العطل في الجولان عندما يكون تحت السيطرة السورية. صحيح، لكن الجليل، بعد أن يستوطنه سكان الجولان، سيفقد قدراً غير يسير من سحر طبيعته. أما في ما يتعلق بالتنزه في هضبة الجولان تحت السيادة السورية، فانظروا كم من الاسرائيليين يزورون الأردن وستدركون أن الأمر ليس مشابهاً.
    ويبقى السؤال: هل اتفاق سلام كهذا مجدٍ على رغم التحفظات الستة؟ هذا نقاش مشروع وينبغي إجراؤه، شرط أن ندرك أنه هو النقاش الحقيقي، لا السؤال «الى أي حد يرغب بشار الأسد في السلام؟».