strong>يحيى دبوق
صواريخ حزب الله، ومداها، لا تزال تثير سجالاً في إسرائيل،
وتصريحات أمينه العام السيد حسن نصر الله يبدو أنها لا تزال سبباً لانفعال قادتها، وكان آخرهم أمس زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي لم يجد رداً عليها سوى اتهام «السيد» بأنه «عميل إيراني متبجح»

نقل المختص في الشؤون العسكرية في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، شاي حزكاي، أمس عن ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال تأكيده أن حزب الله يملك صواريخ تصل إلى 250 كيلومتراً، في وقت نفى فيه مصدر عسكري إسرائيلي كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في شأن قدرة حزبه على «استهداف أي نقطة في فلسطين المحتلة» وإن أقر بأن هذا الحزب أعاد بناء قوته العسكرية، بحيث تزايدت قدراته عما كانت عليه في تموز الماضي، وخاصة في مجال الصواريخ البعيدة المدى التي يتجاوز مداها 70 كيلومتراً.
وقال المصدر إن «الصواريخ الموجودة لدى حزب الله قادرة على الوصول إلى وسط إسرائيل لا أكثر»، مشيراً إلى أن نشاطات الحزب في جنوب لبنان «باتت مركزة بشكل أكبر داخل المناطق المأهولة وليس المحميات الطبيعية في المناطق المفتوحة، التي كان ينشط فيها بشكل حر قبل الحرب الأخيرة».
واتهم المصدر العسكري «جهات سورية رسمية بأنها تساعد على نقل السلاح الإيراني إلى حزب الله»، وقال: «إنها ليست عمليات تهريب، بل يتم نقل السلاح بشكل حر كجزء من عملية شاملة». وأضاف أن الحزب «ينقل السلاح إلى جنوب لبنان في إطار اتفاقات غير مكتوبة بينه وبين الجيش اللبناني ومن وراء اليونيفيل».
ونفى المصدر العسكري نفسه صحة التقارير التي تحدثت في نهاية الأسبوع الماضي عن أن إيران تزود سوريا السلاح وتقدم لها المساعدة في المجال النووي، مشيراً إلى أن «المزود الأساسي لسوريا بالسلاح هو روسيا لا إيران».
ولفت المصدر إلى أن الزيارة الأخيرة للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، لسوريا لم تكن الأولى منذ الحرب، مشيراً إلى أنه سبق أن زار دمشق للقاء مسؤولين إيرانيين، رغم عدم نشر ذلك في وسائل الإعلام.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تفيد بأن «لدى حزب الله صواريخ يمكن أن يصل مداها الأقصى إلى شمال غوش دان (محيط تل ابيب)، لكنهم يقولون في المنظومة الامنية إن لديهم (حزب الله) مشكلة في تغطية كل دولة إسرائيل».
وفي السياق، قال رئيس حزب الليكود الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «حزب الله هو امتداد إيراني، ولن يبقى قائماً لمدة يومين من دون دعم الإيرانيين». وأضاف نتنياهو، معلقاً على كلام نصر الله في الجزء الأول من المقابلة التي بثتها قناة «الجزيرة» أول من أمس، أن نصر الله «ليس عميلاً مستقلاً، لكنه عميل متبجح، وأنا اقترح عليه ألا يتبجح».
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في ختام لقائه بموفد الرباعية الدولية طوني بلير في القدس المحتلة أمس، إن بلير اتفق معه على أن إيران تشكل أكبر تهديد على المنطقة «والتسلح النووي الإيراني يشكل خطراً على الشرق الأوسط والعالم كله».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أنه بالرغم من أن قيادة الجبهة الداخلية والسلطات المحلية لم تنقل أية تعليمات، بدأ جزء من سكان شمال إسرائيل أخيراً بتخزين المؤن والمواد الغذائية استعداداً لحالة الطوارئ.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية مستوطة «دوفيف» المحاذية للسياج الحدودي، داني بيريتس، قوله إن «الناس في البلدة بدأوا يخزنون الغذاء الجاف بسبب توتر الأجواء، وبسبب الأحاديث في وسائل الإعلام عن الحرب والأزمة مع سوريا». كما نقلت الصحيفة عن أحد سكان بلدة كركوم قوله: «بدأنا بالاستعداد لأننا فهمنا أن الحكومة ليس بمقدورها أن تجهز الجبهة الداخلية استعداداً للحرب». أما رئيس لجنة هذه المستوطنة أرنون فقال: «يوجد سكان متنبهون، وهناك أشخاص يخزنون الطعام، لكن لا يوجد خوف».