strong>مهدي السيد
«نعرض عليكم الأرض مقابل السلام، هذه تسوية سهلة ولا ينقصها سوى المضي قدماً». هذه كانت رسالة أحمد أبو الغيط وعبد الإله الخطيب إلى إسرائيل التي زاراها أمس و«استشعرا» فيها «نية لعمل جاد لإتاحة الفرصة للفلسطينيين للوصول إلى إقامة دولتهم»

أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الأردني عبد الإله الخطيب محادثات في إسرائيل أمس في شأن المبادرة العربية التي ترعاها جامعة الدول العربية لمبادلة الأرض بالسلام، معربين عن أملهما في خلق ظروف مواتية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وخلال الزيارة التي تُعَدُّ أول زيارة يقوم بها مبعوثان من جامعة الدول العربية إلى الدولة العبرية، اجتمع الوزيران مع قادة الصف الأول، في الحكومة والرئاسة والكنيست والمعارضة، وتبادلا معهم وجهات النظر في شأن فرص تدفع عملية السلام.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، لدى استقباله الوزيرين إن إسرائيل ترغب في مناقشة مبادرة السلام العربية وإنه يرغب بزيارة وزراء عرب آخرين من دول عربية أخرى في المرة المقبلة لمناقشة المبادرة نفسها. وأضاف أن «إسرائيل على استعداد لمناقشة المبادرة بسعة صدر، والاستماع إلى وجهات النظر، وإسماع وجهة النظر الإسرائيلية».
وفي إشارة منه إلى نية إسرائيل محاولة إعادة إطلاق مباحثات الوضع النهائي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال أولمرت إنه يعتقد أن هناك «فرصة في المستقبل القريب لأن تؤدي العملية إلى بلورة مباحثات تتناول بالفعل مرحلة إنشاء دولة فلسطينية». إلا أنه أضاف أنه «لم يتم بعد تحديد جدول زمني أو إقرار مرحلة للبدء بمفاوضات الحدود النهائية ومستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين وكل الأمور الخلافية».
وإذ أعرب عن سعادته بزيارة الضيفين، لفت أولمرت إلى أنه «سوف تغمرني السعادة إذا جئتم المرة المقبلة ومعكما وزراء من دول عربية أخرى يظهرون التزامهم مبادرة السلام العربية وهم مستعدون لبحثها معنا».
من جهتها، رحبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني، بزيارة أبو الغيط والخطيب. وقالت: «أعتقد أن هذه اللحظة هي لحظة مهمة للغاية وأن ثمة فرصة تلوح هنا. وأعتقد أن مبادرة السلام العربية والحوار مع مجموعة العمل العربية هي فرصة تاريخية للعلاقات العربية الإسرائيلية، لكن لا يقل عن ذلك أهمية العملية الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية. أعتقد أن هناك حاجة لتنشيط عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. أؤمن بالدور المهم لجامعة الدول العربية في مساعدة ودعم الفلسطينيين وإسرائيل في اتخاذ خطوات صحيحة لخلق أو جعل هذه الرؤية الخاصة بحل إقامة دولتين أكثر قوة».
كما حيت ليفني «الزيارة التاريخية لممثلي مجموعة العمل التابعة للجامعة العربية»، مشيرة إلى أن إسرائيل مصممة على «تحقيق تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين».
أما الرئيس شمعون بيريز فأشاد من جهته، خلال لقائه الوزيرين، بمحمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، مشيراً إلى أنهما «شريكان للسلام». وقال: «إذا غيرت حماس سياستها فستتغير الأمور من الأساس، لكن الأوضاع الآن لا تطاق، فحماس تطلق الصواريخ، والعالم يضخ الأموال ويدفع المواطنون الفلسطينيون الثمن». وادعى أن إسرائيل «تفضل الجلوس إلى طاولة المفاوضات على الوجود في ساحة الحرب».
وأطلق الوزيران المصري والأردني مجموعة من المواقف خلال لقاءاتهما مع القادة الإسرائيليين؛ ففي لقائه مع أولمرت، قال أبو الغيط إنه جاء مع نظيره الأردني بتفويض من جامعة الدول العربية بهدف شرح بنود المبادرة العربية لإسرائيل.
ونقل عنه قوله إنه يأمل أن يحصل تقدم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتنشأ أجواء تهيئ علاقات طبيعية بين إسرائيل وباقي العالم العربي.
واستعرض الوزير المصري تفاصيل المبادرة العربية وقال: «نعرض عليكم الأرض مقابل السلام، هذه تسوية سهلة ولا ينقصها سوى المضي قدماً. ثمة مطالب جادة في الشارع الفلسطيني برؤية خطوات نحو السلام. تعالوا نتوقف عن التصريحات ونبدأ بالعمل. أهدرنا 12 عاماً في جهود لإحلال السلام في المنطقة. ينبغي دعم المعتدلين والعمل على التعاون الاقتصادي من أجل المضي بعمليات سياسية في المنطقة».
وأكد أبو الغيط أنه استمع إلى «تعقيبات إيجابية» في شأن مبادرة السلام العربية، خلال لقائه مع المسؤولين الإسرائيليين. وقال: «استمعنا إلى الكثير من التعقيبات الإيجابية نستشعر منها نية لدى إسرائيل لعمل جاد لإتاحة الفرصة للفلسطينيين للوصول إلى إقامة دولتهم».
أما الخطيب فقال من جهته إن مبادرة السلام العربية هي تطور تاريخي. وعبر عن أمله أن «تبدأ إسرائيل المفاوضات مع العالم العربي على أساس المبادرة، التي تحظى بدعم غالبية المجتمع الدولي والدول الإسلامية».
ورأى الوزير الأردني أن «المبادرة العربية التي وافقت عليها الشعوب العربية والجامعة العربية خطوة هامة»، معرباً عن أن أمله في «منح زخم لدفع العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك مع سوريا ولبنان». وقال: «نرغب في تطبيق النموذج الاقتصادي، حيث من ناحية نمضي في العملية السياسية ومن الناحية الأخرى نمضي في نشاطات اقتصادية. المعابر والإغلاق على الشعب الفلسطيني مشكلة».
كما التقى الوزيران بزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو الذي قال إنه يرفض المبادرة العربية. وأضاف: «ثبت قبل سنتين أن كل انسحاب، وخاصة أحادي الجانب، لا يسهم في عملية السلام، بل ينشئ قاعدة لإرهاب الإسلام المتطرف. أنا أؤيد التعاون الاقتصادي وتطوير مشاريع اقتصادية مشتركة. الاقتصاد سيكون رافعة للسلام».
وزار الوزيران مقر الكنيست حيث التقيا رئيسة الكنيست داليا ايتسيك، ورئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي.