محمد بدير
أعلن النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون أمس أن إسرائيل نقلت إلى سوريا رسائل أكدت فيها أنها لا تنوي مهاجمتها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رامون قوله إن «جميع النشاطات التي نقوم بها والمتمثلة بالقرار بسن قانون ينظم عمل المجلس القومي للأمن وإقامة مركز لإدارة الأزمات في ديوان (رئيس الوزراء إيهود) أولمرت وتهيئة الجيش لمواجهة جميع التحديات ما هي إلا تطبيق للعبر المستخلصة من مجريات حرب لبنان الثانية». وشدد رامون على أن «هذه النشاطات ليست موجهة بأي شكل من الأشكال إلى أحد ولا يمكن اعتبارها استعدادات لخوض حرب مع سوريا أو مع أي جهة أخرى».
ودعا رامون إلى «التحلي بالمسؤولية وعدم إطلاق أي تصريحات قد تفسر بأنها تأتي استعداداً لخوض حرب»، مؤكداً أن هناك «فرقاً شاسعاً بين تهيئة الجيش لمواجهة أي احتمال، وإجراء استعدادات لخوض حرب محتملة»، ومعرباً عن اعتقاده بأن سوريا لا تنوي أيضاً مهاجمة إسرائيل.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن لجنة وزارية خاصة بحثت أول من أمس جهوزية الجبهة الداخلية استعداداً لاحتمال حصول حرب جديدة في شمال إسرائيل، وخاصة على الجبهة السورية جراء «تقدير خاطئ في دمشق للنيات الإسرائيلية». وكانت اللجنة المذكورة قد تألفت قبل شهر ونصف الشهر عقب اجتماع خاص، رأسه رئيس الوزراء إيهود أولمرت، لبحث التطورات المحتملة على الجبهة السورية.
وبحسب «هآرتس»، استمع الوزراء الاثنا عشر، الذين تتألف منهم اللجنة، للمرة الأولى، إلى تقارير عرضها ضباط من الاستخبارات العسكرية ومن قيادة الجبهة الداخلية حول الترسانة الصاروخية السورية وحول جهوزية الجبهة الداخلية في إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن ممثلي المؤسسة الأمنية عرضوا على الوزراء سيناريوات تتعلق باستهداف الجبهة الداخلية في حال حصول حرب. كما أنهم عرضوا تقريراً للاستخبارات العسكرية يرى أن «وجهة سوريا ليست للحرب»، وأن كل الاستعدادات التي تقوم بها الآن هي في الإطار الدفاعي تحسباً لقيام إسرائيل بشن هجوم.
وأشار ضباط «أمان» أنه لم يحصل أي تغيير في استعدادات وحدات الصواريخ السورية بحيث تفيد بوجود نيات هجومية.
أما أولمرت فقال من جهته إن «إسرائيل غير معنية بالوصول إلى وضع (يحصل فيه خطأ في الحسابات) من جانب سوريا من شأنه أن يؤدي إلى حرب»، مشيراً إلى أن «وجهة إسرائيل هي نحو السلام، لكن يجب أن نكون جاهزين».
ونقلت «هآرتس» عن مصدر رفيع المستوى قوله إن هدف الاجتماع، الذي وُصف بالحساس جداً وطُلب من المشاركين فيه إبقاء هواتفهم النقالة خارج قاعة الاجتماعات، هو البحث في استخلاص العبر المتعلقة بالجبهة الداخلية من حرب لبنان الثانية. وأضاف: «نحن لا نريد إشعال الجبهة، بل استخلاص العبر والاستعداد على أكمل وجه للمستقبل، فهم يخافون منا ونحن يجب علينا أن نكون مستعدين لذلك».
إلى ذلك، قال أولمرت إن «الجيش الإسرائيلي اليوم مختلف عما كان عليه قبل عام». وأضاف، خلال اجتماع للجنة الوزارية المعنية بتطبيق توصيات لجنة شاحاك التي كلفت ترجمة خلاصات تقرير فينوغراد إلى خطوات إجرائية: «ما من شك أن التغييرات التي شهدها الجيش في الأشهر الأخيرة جوهرية جداً، سواء على صعيد التدريب أو التأهيل أو التجهيز».
وبحث الاجتماع الوزاري الذي عقد بمناسبة مرور عام على عدوان تموز في مشروع قانون من شأنه أن يمأسس نشاط مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بوصفه جهة أساسية في العمل الجاري لرئيس الحكومة في أوقات الطوارئ. كما بحث الاجتماع أيضاً إنشاء مركز لإدارة الأزمات في مكتب رئاسة الوزراء.