strong>محمد بدير
انتقد حاييم رامون، في شهادته أمام لجنة فينوغراد، قرار شن عدوان تموز الماضي، معتبراً أنه من الخطأ أن يكون صادراً عن انفعالات وردود فعل تلقائية، وأن الحملة البرية في اليومين الأخيرين للحرب كانت محاولة لتحقيق إنجاز ما قبل وقفها

أعرب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، الذي شغل منصب وزير العدل وعضو المجلس الوزاري المصغر إبان العدوان على لبنان، في أكثر من مناسبة خلال شهادته أمام لجنة فينوغراد، التي نشر محضرها أمس، عن الندم على طريقة الخروج إلى الحرب، معتبراً أنه كان «من الممنوع أن يبدو شن الحرب رداً غرائزياً»، مشدداً على ضرورة وجود «رأي ثانٍ» في آلية صناعة القرار في إسرائيل، مهمته الدفع إلى التريث في اتخاذ القرارات.
وفي اعتراف منه بعدم تحقيق الحرب لأي إنجاز، أضاف رامون أن سبباً آخر لتصويته إلى جانب القرار هو محاولة «تحقيق إنجاز، إذ إن الخيار كان بين وقف الحرب من دون تحقيق إنجاز وبين الاستماع إلى رأي الجيش الذي يقول إن الحملة البرية ستحقق إنجازاً».
وقال رامون، رداً على سؤال للجنة، إنه خلال الحرب كان الشعور السائد هو أن الجيش «لا يوفر البضاعة». وأضاف «ما كنت أتوقعه من الجيش هو أن يقول ما الذي يستطيع إنجازه وما الذي لا يستطيع إنجازه بشكل واضح وحاسم».
وفي ما يتعلق بطريقة الرد العسكري الإسرائيلي، قال رامون «لو أن الجيش قال منذ البداية إنه من أجل تحقيق الأهداف التي أعلنها ينبغي شن هجوم بري لكنت عارضت العملية، ولقلت عندها إنه لا يمكن فعل ذلك بالنار».
وكان رامون، الوزير الذي أدين لاحقاً بالتحرش الجنسي بإحدى موظفات مكتبه خلال الحرب، قد أيد قصف البنى التحتية اللبنانية، لكن اقتراحاته في هذا المجال لم يؤخذ بها. وقال، في شهادته، «أعتقد أنه بعد أربعة أو خمسة أيام، كنا سنرى لبنان دولة من دون مياه ولا كهرباء ولا وقود، وأنا أعتقد أن الشعور بين الجمهور سيكون أن الدولة التي تهاجمنا أو تسمح بمهاجمتنا، ستدفع ثمناً لا يمكن تحمله. وكان يمكن لهذا الهجوم أن يشكل رسالة لكل شعوب ورؤساء الدول العربية»، لكنه أضاف أن «هذه الرسالة، للأسف، فوتت».
ويظهر من كلام رامون أنه أُصيب بخيبة أمل من نتائج الحرب. وقال «لم أُحب أبداً ما حصل. أنا أعتقد أن الحرب حققت إنجازات محدودة على الأقل على الأمد القصير لأن مقاتلي حزب الله لا يتواجدون على الحدود، لكن حتى الآن بقي حزب الله، وبقي تهديده الصاروخي»، مضيفاً «إن القرارات التي اتخذت (القرار 1701) يتم تطبيقها بشكل محدود الضمان للغاية»، وتابع «ثمة خيبة أمل بأننا لم ننتصر بشكل ملحوظ. لقد توقعنا، كما الجمهور، تحقيق نصر بالضربة القاضية، وبما أن ذلك لم يحصل في مقابل حزب الله، فإن لذلك معاني استراتيجية، للأسف، سواء على مستوى المنطقة أو على المستوى الدولي».
وأقر رامون بأن قدرة الردع الإسرائيلية «في أعين المحيطين بنا، كما في أعين العالم، تضررت». وأشار من جهة أخرى إلى أنه قدّر أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في الحرب كان بين 200 و 250 قتيلاً.
وحول التعهد بحسم الحرب ضد حزب الله من الجو، أقر رامون بأنه صدرت أقوال صريحة من جانب قادة سلاح الجو الإسرائيلي تفيد بأنه يمكن اقتلاع تهديد الصواريخ من لبنان من دون الحاجة إلى شن عملية برية. وأضاف «لا شك لديّ في أن هذا كان شعور أولمرت. والسبب الرئيسي الذي منعه من قصف البنى التحتية هو أنه من دون تنفيذ ذلك سنحقق الأهداف، وبالطبع هو آمن بأن الهجمات الجوية ستقلل كثيراً إطلاق صواريخ الكاتيوشا».