صنعاء | يكاد ينتهي الأسبوع الثالث من عدوان التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن تحت مسمى «عاصفة الحزم» دون أفق واضح، في الوقت الذي يبدي فيه اليمنيون تماسكاً، متوعدين برد أقسى من مجرد اعتراف المعتدين بالإخفاق، والذي يرى مراقبون أنه بات يظهر في إشارات معينة. وقد تكون أبرز تلك الإشارات حشد التحركات الدولية الهادفة إلى صناعة ضغط شكلي على التحالف ليبرر الإخفاق في تحقيق أهداف أعلنها بداية العدوان ولم يتحقق شيء منها، على رأسها إعادة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، الذي قد يكون أصبح خارج أي حل مقبل، وهو ما فُهم من تعيين خالد بحاح نائباً له من داخل أروقة الرياض، وقوبل برفض «أنصار الله».
ومثلما لم ينجح العدوان السعودي في المعركة الجوية ــ ذات الطرف الواحد ــ فإن خيار الزحف البري لا يبدو سهلاً، ليس بنظر السعودية وحسب لكونها تفهم مؤهلات قواتها البرية، بل بنظر حلفائها أيضاً، وهو ما انعكس في المواقف الباكستانية والأردنية والتركية التي وصفها محللون بـ«الصفعات المتتالية».
سقط يوم السبت أحد المواقع العسكرية السعودية بيد قبيلة يمنية

يأتي ذلك في ظل مواصلة طائرات العدوان للقصف، بشكل متصاعد، مستهدفة منشآت وأحياء ومطارات وموانئ يمنية، ووصل بها الحال إلى تكثيف القصف الجوي على قرى كثيرة في محافظة صعدة التي تنال النصيب الأوفر من كل تلك الضربات.
وفي صعدة، أفادت مصادر محلية بأنّ الطيران «أجهز على محطات الكهرباء والمياه والاتصالات المركزية»، الأمر الذي يتطابق مع إعلان المتحدث باسم العدوان، أحمد العسيري، حين أشار إلى توجه العدوان نحو قطع الاتصال عن صعدة الحدودية التي تشهد تحركاً عاليا للتعبئة بانتظار الساعة الصفر في حال بدء العدوان البري من طرف السعودية.
كذلك، ذكر العسيري أن التحالف نفذ 1200 غارة جوية في اليمن في 17 يوماً، مشيراً إلى أنّ الغارات العدوانية ــ بدأت في 26 آذار الماضي ــ بدأت بنسق يومي من 35 غارة ثم 50 غارة ثم 80 وأخيراً 120 غارة يومياً لتبلغ في الإجمال 1200 غارة، وذلك حتى بعد ظهر السبت. وأدت همجية العدوان، إلى «سقوط 2571 شهيداً من المدنيين، بينهم 381 طفلاً وطفلة و214 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى3897 جريحاً بينهم 618 طفلاً وطفلة و455 امرأة»، بحسب ما أعلن، أمس، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن شرف غالب لقمان.
وفي وقت تستمر فيه حملة التعبئة العامة على الحدود مع السعودية على كافة المستويات العسكرية والتموينية والمجتمعية، تحسباً لأي زحف سعودي، سقط، يوم السبت الماضي، أحد المواقع العسكرية السعودية بيد مسلحي قبيلة يمنية، وأدى ذلك إلى مقتل ضباط وعدد من الجنود وفرار البقية. وأكد مصدر يمني أمني، مساء السبت، أنّ «قبيلة طخية اليمنية تمكنت من السيطرة على موقع المنارة العسكري السعودي وقتلت وأصابت خمسة ضباط وعدداً من الجنود».
وفيما اتهمت السعودية «أنصار الله» بالوقوف وراء العملية، إلا أنهم لم يعلقوا عليها ولم يتبنوها. فيما أفاد المصدر الأمني بأنّ «الموقع العسكري كان يقصف أحياء ومنازل قبيلة طخية طوال الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع القبيلة إلى الرد وإسقاط الموقع»، لافتاً إلى أن «العملية تصرف يخص القبيلة ولا تأتي في سياق الرد على العدوان». غير أن مراقبين وعسكريين اعتبروها «نموذجاً مصغراً لما يمكن أن يحصل إذا قرر العدوان فتح جبهة برية».
وأشارت أنباء إلى «تمكن أفراد قبيلة طخية اليمنية من حصد غنائم من المعسكر والعودة بها إلى قراهم»، بينما ذكر شهود عيان ــ عند الحدود ــ أنهم شاهدوا «الطيران السعودي يشن غارات مكثفة على المعسكر بعدما غادر أفراد القبيلة اليمنية»، في ما وصف بالتصرف الوقائي المتأخر. أما في الجبهة الداخلية، فيستمر الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في معركتهم الداخلية المتمثلة في ملاحقة أوكار «القاعدة» في عدد من المحافظات. وبعدما تمكن الجيش و«اللجان» من تطهير معظم محافظات الجنوب، باستثناء حضرموت، توجهت بوصلة الحملة العسكرية إلى مأرب، التي ظلت منذ شهور مكمن توتر بين «أنصار الله» و«القاعدة»، استوجب التطرق لمعالجته في «وثيقة السلم والشراكة» الموقعة في 21 أيلول 2014.
وشهدت محافظة مأرب خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة، أدت إلى أسر ضباط وجنود ينتمون إلى كتبية موالية للجنرال الهارب، علي محسن الأحمر، تقاتل إلى جوار «القاعدة» في مأرب. وفي غضون ذلك، أكد مدير مكتب الآثار في مأرب، ‏مبخوت محتم، لـ«الأخبار» تعرض موقع براقش الأثري في مديرية مجزر وموقع معبد صرواح ‏الأثري لغارات من الطيران السعودي المعادي «ضمن سلسلة غارات على مواقع أثرية ومدنية كثيفة».
كذلك، استهدفت الغارات، خلال اليومين الماضيين، أكثر من أربعة ملاعب وأندية رياضية، كان أبرزها ملعب عدن الأولمبي وكذلك ملعب مدينة إب والصالة الرياضية، ملحقة أضراراً بالأحياء السكنية التي بجوارهما، حيث سقط 12 شهيداً، على الأقل، من أسرة واحدة. وكان العدوان السعودي قد ارتكب، أيضاً، خلال اليومين الماضيين، أكثر من مجزرة، كان أبرزها القصف على قرية الظهرة بمحافظة تعز تسكنها فئة «المهمشين» أو ما يعرف في اليمن بـ«الاخدام» وهم شريحة مهمشة، ما أدى إلى سقوط 20 شهيداً، على الأقل.
في سياق آخر، صدر، أمس، قرار «اللجنة الثورية العليا»، بتعيين العميد علي محمد عبد الله طمبالة محافظاً لمحافظة شبوة.