يحيى دبوق
أعرب وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز أمس عن ثقته بإمكان أن تعطي العقوبات الدولية ضد إيران المفاعيل المتوخاة لجهة دفعها إلى إعادة النظر في برنامجها النووي، مشيراً في الوقت نفسه إلى خشيته من التداعيات التي ينطوي عليها اعتماد الخيار العسكري على صعيد الاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال موفاز، في تصريحات لصحيفة «جيروزالم بوست» عشية سفره إلى واشنطن على رأس وفد إسرائيلي لإجراء «مباحثات استراتيجية» مع الولايات المتحدة، «لا أعتقد أن من الصواب اليوم التحدث عن خيارات عسكرية في الوقت الذي لم تستنفد فيه بقية الخيارات وخاصة العقوبات. أنا أعطي العقوبات فرصة نجاح أكثر من 50 في المئة، وليس 10 أو 20 في المئة، وإلا فإننا لم نكن لنستثمر الكثير من الجهود في ذلك». وأشار الى وجود فرصة لأن تبدأ إيران بإعادة تقييم برنامجها النووي بحلول نهاية العام الجاري إذا تم تصعيد نظام العقوبات.
وأضاف «نحن نرى بداية ذلك... مع بدء المسؤولين الماليين والاقتصاديين بالتذمّر من وقف تحركاتهم نتيجة سياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد».
وفيما يستعد بعض المسؤولين في القدس المحتلة لاحتمال أن يأمر الرئيس الأميركي جورج بوش بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في الصيف المقبل، قبل انتهاء ولايته، قال موفاز إنه يجب ان تستكمل الجهود الدبلوماسية مسارها، مضيفاً انه لا يمكن توقع ما يمكن أن ينتج من ضربة عسكرية لإيران، وأنها قد تشعل المنطقة بكاملها.
وأوضح موفاز إنه «إذا شن الأميركيون هجوماً فإن الإيرانيين سينظرون الى إسرائيل كهدف، وهم قوة باليستية بكل معنى الكلمة، ولديهم صواريخ يمكن أن تطال كل المدن الغربية». وأضاف أن «وابلاً من الصواريخ الإيرانية قد يدفع بحزب الله الى إطلاق صواريخه ولا تعرف ما يمكن أن يفعله السوريون أو حماس، عليك التأكد من استنفاد كل الجهود».
ورغم ذلك، لم يسقط موفاز الخيار العسكري من دائرة الاحتمالات، مشيراً إلى أن البحث مع الأميركيين سيتضمّن الحاجة الى إبقاء الخيارات الأخرى على الطاولة.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، قدم عرضاً استخبارياً أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست رأى فيه أن إيران تنوي مواصلة العمل للوصول إلى الاستقلال النووي، وأنها مستعدة في سبيل ذلك لتحمّل العقوبات التي يفرضها عليها الغرب، والتي يرون فيها ثمناً "معقولاً". وقال يادلين إن الإيرانيين «يلمّحون إلى العالم بأنهم لن يساوموا في موضوع تخصيب اليورانيوم».