strong>علي حيدر
حذّر المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الدكتور ألون ليئال، أمس، من نشوب حرب مع سوريا، مشيراً إلى أن الأميركيين لو كانوا يريدون تهدئة المنطقة لأقدموا على ذلك. وذكّر أنه «عندما ضربنا حزب الله، فرح الأميركيون وأملوا منا بأن نفعل ذلك بقوة أكبر»، مضيفاً أنه «ربما لدى الولايات المتحدة نواة سياسية متصلبة لا تزال تعتقد بأنه يجب ضرب (الرئيس السوري بشار) الأسد عسكرياً وعدم التحدث معه».
واتهم ليئال الأميركيين بأنهم «يحوِّلون إسرائيل إلى مقاول تنفيذي لتحقيق طموحاتهم»، معتبراً أنه ينبغي على رئيس الوزراء إيهود أولمرت أن يضرب على الطاولة ويقول لهم «أصدقائي، لسنا ذاهبين للقتال من أجلكم في الصيف».
وحمّل ليئال، خلال حديث مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بوش مسؤولية نشوب أي حرب يمكن أن تندلع بين إسرائيل وسوريا لأنه لا يسمح لهما بالتقدم بشكل حقيقي. واتهمه أيضاً بأنه غير معنيّ بالتحاور مع الأسد حول «الصفقة الكبرى»، التي من المفترض أن تنسحب سوريا بموجبها من المعسكر الإيراني إلى معسكر «الدول السنّية المعتدلة» والغرب.
وأوضح ليئال، الذي شارك في وساطة سرية غير رسمية مع سوريا، أنه في ظل هذا الوضع «لا جدوى من التحدث عن بداية تسوية مع السوريين»، وأن «احتمال اندلاع الحرب في الصيف يزداد فقط»، معتبراً أن المشكلة الآن «موجودة في واشنطن، التي سحبت معارضتها عن محاورة إسرائيل مع سوريا، لكنها تعارض التحدث مع سوريا في كل الموضوع الإقليمي»، في حين أن الأسد يريد أن تكون واشنطن جزءاً من الصورة كي يتمكن الانسحاب من معسكره لكن «بشرط ألا تكون إسرائيل شريكته، بل الولايات المتحدة».
وفيما وصف ليئال بوش بأنه عنق الزجاجة، رأى أن عدم استعداده لإرسال مبعوث أميركي للوساطة بين الطرفين أمر جوهري. وحذر من أن الوضع «بدأ يتحول إلى أن يكون خطيراً»، معتبراً أنه حصل «تغير دراماتيكي» في موقف أولمرت من الحوار مع سوريا، بعدما بات مستعداً للعودة إلى تسوية إسحق رابين وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو.
أما بخصوص الموقف السوري، فأكد ليئال أنه لا يوجد أبداً أي شك بأن السوريين مهتمون بالتحدث عن السلام مع إسرائيل، في مقابل إعادة السيادة على الجولان.
ورفض ليئال ما قيل عن أن الأسد لم يرد على إسرائيل في شأن الإشارات التي أرسلتها، وبأنه لا يزال ينتظر ما إذا كان أولمرت قوياً بما فيه الكفاية من الناحية السياسية. ووصف ليئال هذه الطروحات بأنها «كلام فارغ»، مؤكداً أن السوريين يريدون التحدث منذ أربع سنوات، منذ عهد أرييل شارون. وأوضح أن ما يُقال بخصوص عدم الرد السوري «غير صحيح... لقد تلقت إسرائيل إشارات من سوريا منذ أربع سنوات، وهي تريد الجلوس معها». ووصف ليئال الموقف السوري بأنه «واضح طوال الوقت» وأن التغيير كان في الموقف الإسرائيلي. وقال «لقد فحصنا التسوية الصغيرة (التسوية بين سوريا وإسرائيل)، وهي ممكنة»، مضيفاً أن ما يجب فحصه الآن «إن كان السوريون قادرين ويريدون الانفصال عن إيران. وهذا ما يجب فحصه من قبل مسؤول أميركي».
وأكد ليئال أن الأميركيين «أبلغونا بأن نتحدث مع السوريين عن الجولان، لكن موضوع لبنان وإيران والعراق وبقية المنطقة فابقوها لنا».