رام الله ــ سامي سعيد
سؤال يؤرّق أهالي القدس... والضفة


تسود حالة من الغضب والحزن والاستغراب وجوه الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية لدى مشاهدتهم ما يجري في قطاع غزة.
ويقول هؤلاء الفلسطينيون إنهم يسمعون قصصاً إجرامية عما يحدث في غزة، لكن أبطال هذه القصص هذه المرة هم الفلسطينيون أنفسهم، لا مثلما في كل مرة.. الاحتلال الإسرائيلي.
وتنتشر بين أوساطهم قصص إعدام شاب بعد تكبيل يديه وقدميه عبر إلقائه من الطابق الثامن عشر من أعلى برج في غزة، معربين عن خشيتهم من انتقال هذه الأحداث، التي وصفوها بـ «المخجلة والمخزية»، إلى الضفة الغربية.
ويعلق خالد العامودي (36 عاماً)، من حي بيت حنينا في القدس المحتلة، على الاقتتال الداخلي في غزة قائلاً «لا نريد صراعاً على كراس، ونتمنى من سياسيينا الذين يتهافتون للظهور على شاشات التلفاز من اجل إلقاء خطبة، أن يوفروا خطبهم ويطبقوا ولو نصفها على ارض الواقع، ويوقفوا الاقتتال الداخلي».
ووصف العامودي ما يجري في غزة بأنه «كارثة، تقضي على أهم إنجاز وطني تم تحقيقه في قطاع غزة، والمتمثل في الانسحاب الإسرائيلي من غزة»، مضيفاً «يجب العودة إلى احترام سلطة القانون، والعودة إلى مأسسة الدولة وحفظ النظام هناك».
وقال أبو أحمد النتشة من الخليل «أتمنى أن يكون ما نشاهده مجرد كابوس وينتهي». وأشار إلى أن الضحية دائماً هي المواطن الفلسطيني. وصرخ بحرقة «بيكفي خزيتونا يا حماس وفتح».
وأعرب باسم العجلوني عن تخوفه من أن يكون ما يجري بداية لحرب أهلية في قطاع غزة قد تنتقل للضفة الغربية في أسرع وقت. وقال «هذا مؤشر خطير يشير إلى أننا على أبواب حرب أهلية». وأضاف «يجب أن يكون هناك شخص عاقل، ينهي حالة الاقتتال الداخلي». وتساءل «أنا لا أفهم على ماذا يتقاتلون في قطاع غزة؟».
وعبّر العجلوني عن تخوفه من انتقال حالة الاقتتال الداخلي إلى الضفة الغربية، مطالباً السلطة التنفيذية والتشريعية والفصائل بالعمل على وقف حالة الاقتتال الداخلي بسرعة وسحب السلاح من الشارع الفلسطيني.
أما ريما أبو غزالة، من حي الصوانة، فطالبت جميع المسلحين بوقف الاقتتال فوراً، مشيرة إلى أن «استمرار الاقتتال يفكك البنية الاجتماعية الداخلية، ويشوّه صورة القضية الفلسطينية أمام العالم، ويساعد الاحتلال على الإجهاز على ما بقي من القدس المحتلة». ودعت حركتي «حماس» و«فتح» إلى التصرف بعقلانية، معبرة عن تخوفها من انتقال الاقتتال إلى الضفة الغربية.
ورأى خالد الحاج محمد من مدينة نابلس ما يجري في القطاع «تصفية حسابات بين حركتي فتح وحماس يذهب ضحيتها المواطنون الأبرياء»، مناشداً أهالي قطاع غزة بالنزول إلى الشوارع، ووقف حرب العصابات المخجلة التي تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.
وحمّل النتشة حركتي «فتح» و«حماس»، مسؤولية ضياع القضية الفلسطينية وتدميرها ودق المسمار الأخير في نعشها، منتقداً غياب الدور الفعلي للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية في وقف الاقتتال. وقال «يبدو أنهم سعداء بما يجري في غزة».