القاهرة ــ الأخبار
واصلت مصر أمس مساعيها الرامية والمكثفة لاحتواء الوضع المتدهور على المستويين السياسي والأمني في الأراضي الفلسطينية، فيما وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل رسالة غير معلنة إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان دافع خلالها عن موقف «حماس» من هذه التطورات، وقال إنها لا تتحمل أي مسؤولية تجاهها.
وأشار مشعل، بحسب مصادر اطّلعت على فحوى رسالته، إلى أن «حماس» ملتزمة ما تم التوصل إليه من تفاهمات برعاية مصرية وسعودية مع السلطة الفلسطينية، معتبراً أن تياراً معيناً في «فتح» والسلطة الفلسطينية لا يريد إنجاح صيغة التعايش المشترك بين «حماس» و«فتح».
وسيعقد مجلس الجامعة العربية اليوم اجتماعاً عاجلاً على مستوى المندوبين الدائمين لتدارس الأوضاع في الأراضي الفلسطينية من مختلف جوانبها بناءً على طلب الأمين العام للجامعة عمرو موسى.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح إنه «إدراكاً لخطورة الأوضاع الحالية، تمت الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع التشاوري للمندوبين الدائمين»، مشيراً إلى أن الاجتماع سيبحث كيفية تدارك هذه الأوضاع حفاظاً على وحدة الصف الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي تضررت كثيراً جراء هذا الاقتتال الداخلي.
وفي المواقف العربية من الوضع الداخلي، دعا المتحدث باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة الفصائل الفلسطينية الى وقف الاقتتال الداخلي، معتبراً أن الأحداث في غزة «تضر بالمصلحة الفلسطينية العليا مثلما تضرّ بالقضية الفلسطينية وشرعيتها».
وشدّد جودة على «ضرورة أن ترقى الفصائل والتيارات الفلسطينية كلّها إلى مستوى تطلّعات وطموح وآمال الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والآمنة».
كما دعت وزارة الخارجية السورية حركتي «حماس» و«فتح» الى وقف المواجهات بينهما التي «لا تخدم الا مصلحة أعداء القضية الفلسطينية». وقال بيان للوزارة إن سوريا «تتابع بقلق وألم ما يجري بين الإخوة الفلسطينيين من عنف واقتتال».
وشدّد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في اتصال مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، على أهمية معالجة الخلافات الداخلية بعيداً عن العنف والمواجهة.