strong>علي حيدر
مثّل انتخاب إيهود باراك رئيساً لحزب «العمل» حدثاً فتح الباب أمام العديد من التساؤلات عن الخطوات السياسية والتكتيكية التي على الجنرال الطامح لرئاسة الحكومة الإجابة عنها. لكن بما أن المسافة الفاصلة بين تولّيه رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة دونها العديد من العقبات، ينوي باراك البدء في المرحلة الاولى بإجراء مفاوضات متشددة مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت في محاولة لإثبات حضوره شخصيةً قيادية عبر محاولة انتزاع الحد الاقصى من المكاسب الحزبية، بهدف تعزيز مكانته داخل الحزب والانطلاق من قاعدة صلبة نحو بناء مكانته الشعبية تمهيداً للقفز الى كرسي رئاسة الحكومة في الموعد الملائم.
وذكرت صحيفة «معاريف» أمس، أن باراك قرر الطلب من اولمرت، بصرامة، «تحديد موعد متفق عليه لإجراء انتخابات عامة بين أيار وحزيران 2008» بناء على الالتزام الذي اطلقه قبل انتخابه رئيساً لـ«العمل». وأضافت أن باراك ليس في وارد تسلّم وزارة الدفاع قبل بلورة هذه الاتفاقات. ونقلت عن المحيطين به أن «باراك سيطلب من اولمرت حكومة مساواة وشراكة كاملة في السلطة»، رغم وجود شكوك في اوساط مقربة بإمكان تحقيق هذا المطلب. وذكرت «معاريف» أن أي انفعال لا يظهر من المحيطين بأولمرت تجاه ما يقال على لسان باراك، الذي يبدو أنهم يحاولون ابتزازه عبر لعب ورقة بنيامين نتنياهو لدفعه إلى خفض سقفه للمشاركة في الحكومة. ومن المؤشرات على ذلك تكليف أولمرت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك إجراء هذه الاتصالات مع نتنياهو لبحث شروطه للانضمام إلى الحكومة.
في المقابل، يحاول باراك تمتين ساحته الحزبية؛ ويبدو، بحسب التقارير الإعلامية، انه عازم على عقد التحالفات مع جميع شرائح العمل بمن فيهم الثنائي المنافس له، عامي ايلون وعامير بيرتس. وينوي باراك «جمع كل مؤسسات الحزب وإقامة لجان جديدة وترميم الأجهزة»، وتسويق نفسه لدى الطرف العربي عبر لقاءات يتوقع أن يعقدها في الفترة القريبة مع زعماء عرب «من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني، ويبذل جهوداً لعقد اجتماعات أخرى مع زعماء دول أخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مثل السعودية».