الحسكة | أطلقت «وحدات حماية الشعب» الكردية حملة في ريف بلدة تل تمر في الحسكة، بهدف تحريره من «داعش»، بالتوازي مع تقدم مستمر لها في عين العرب، فيما عادت طائرات «التحالف الدولي» لتنفيذ غاراتها في المنطقة بعد غياب قارب شهراً.ونجحت «الوحدات» الكردية في تحقيق تقدم في قرى الخريطة وتل الرمان وتل الجزيرة في ريف تل تمر، وذلك ضمن الحملة العسكرية التي أعدّت لها لتحرير المنطقة. «الوحدات» حشدت العشرات من الآليات ومئات العناصر في بلدة تل تمر ومحيطها، إضافة إلى بناء جسر للمشاة باتجاه قرية تل مجدل، ما يشير إلى نيتها الهجوم على مقار «داعش» في منطقة جبل عبدالعزيز.

مصدر في «الوحدات» أكد لـ«الأخبار» أن قواتهم «أطلقت منذ يومين حملة واسعة لتحرير ريف تل تمر بمساندة أبناء المنطقة». ولفت المصدر إلى أن «نتائج الحملة ستظهر خلال اليومين القادمين وستنتهي بطرد داعش من ريف تل تمر، واستعادة السيطرة على قرى الخابور». عملية «الوحدات» تزامنت مع عودة طائرات «التحالف الدولي» للتحليق في أجواء الحسكة وتنفيذ أكثر من خمسين غارة خلال خمسة أيام تركّزت على ريفي تل تمر ورأس العين، وهي وتيرة اعتبرتها مصادر ميدانية في «الوحدات» «غير كافية لتحقيق تقدم كبير في المنطقة في ظل تحشّد داعش الكبير فيها».
وعزا المصدر ضعف وتيرة الغارات إلى «الخشية على مصير المواطنين الآشوريين المختطفين لدى داعش منذ قرابة ثلاثة أشهر». إلى ذلك، رجّحت مصادر ميدانية أخرى أن «التحالف يريد من الوحدات إشراك المعارضة المعتدلة في المناطق التي يسهّل لهم السيطرة عليها لخلق حليف قوي لهم في المنطقة». وفي السياق أعاد «داعش» انتشار قواته في ريف الحسكة الجنوبي والشرقي معتمداً على عناصره من السوريين، فنصب التنظيم حاجزاً له في قرية تنينير في محاولة لمنع الجيش من التقدم في المنطقة، فيما عاد عدد كبير من أهالي بلدة الهول (40 كلم شرق مدينة الحسكة) إلى منازلهم بعد انخفاض وتيرة الاشتباكات على طريق تل حميس ــ الهول، بين «الوحدات» و«داعش»، وإجبار الأخير الأهالي على العودة إلى منازلهم خلال خمسة عشر يوماً تحت عقوبة الاستيلاء على منازل غير العائدين. وفي عين العرب واصلت «الوحدات» تقدمها في الريف الجنوبي، وسيطرت على تسع قرى جديدة (حمدون، شهيد قتة، كرك، خراب بركيل، بير مامو، دافي وخاتونة، ساقي، وكيفان)، وذلك في إطار توسيع سيطرتها في المنطقة تمهيداً لمعارك محتملة قد تطال مدينتي تل أبيض وعين عيسى في ريف الرقة.
وفي دير الزور يواصل الجيش السوري حشد قواته في المدينة تمهيداً لمتابعة العملية العسكرية التي تهدف إلى فتح طريق دير الزور ــ السخنة لفك الحصار المفروض على أكثر من 400 ألف مدني في المدينة. تحشّد الجيش ردّ عليه تنظيم «داعش» بدفع المزيد من التعزيزات من البوكمال والميادين باتجاه حقل التيم والشولا وطريق دير الزور ــ دمشق ومحيط مطار دير الزور العسكري. يأتي ذلك في وقت بدأت فيه طائرات الهلال الأحمر العربي السوري بالهبوط في مطار دير الزور العسكري لنقل المساعدات الغذائية والطبية لتوزيعها على المدنيين لتخفيف وطأة الحصار عنهم.