نيويورك | رسمت الأمم المتحدة صورة قاتمة عن الوضع الإنساني في اليمن، جراء الغارات الوحشية التي تتعرّض لها من قبل قوات التحالف السعودي. وسرد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دوجاريك، جملة أرقام مرعبة تحدثت عن جوع يضرب قرابة ١١ مليون يمني، بينهم نحو خمسة ملايين حالة طارئة.قال دوجاريك إن سفناً تحمل الطحين والوقود منعت من الرسو في ميناء الحديدة. وأشار إلى أن أعداداً ضئيلة من اللاجئين تصل إلى جيبوتي والصومال، لكن الحدود السعودية تبقى موصدة في وجههم.

وأضاف أن «مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية يحذر من أن النزاع القائم في اليمن ضاعف كثيراً احتياجات ملايين السكان»، موضحاً أنه في محافظة حجة، مثلاً، «تأثر جميع السكان، وباتوا في حاجة إلى طعام وماء ومأوى وخدمات صحية».
في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن تعطيل الملاحة الجوية يستمر في عرقلة وصول موظفي الإغاثة، كذلك فإن العمليات في الموانئ البحرية مكبّلة. يضاف إليه، أن الاشتباكات المسلّحة في الجنوب، حالت دون إيصال المعونات إلى الأماكن الأكثر حاجة إليها.
مع ذلك، حطت طائرة تنقل مواد طبية تابعة للـ«يونيسف» في مطار صنعاء، أمس، وأوصلت ٧٦ طناً من المضادات الحيوية والضمادات ومواد الإسعاف الأخرى، غير أن الـ«يونيسف» تؤكد أن أزمات الطعام والوقود تتفاقم بسرعة، في الوقت الذي مُنعت فيه سفن التموين التي تحمل الطحين والوقود من دخول ميناء الحديدة.
أما «منظمة الغذاء والزراعة» فقد أشارت، أمس، إلى أن 10.6 ملايين يمني يعانون إلى أقصى الحدود من انعدام الأمن الغذائي حالياً، بينهم 4.8 ملايين حالة طارئة. وذكرت المنظمة أن هؤلاء يعانون من نقص فادح في الطعام ومن درجة عالية من سوء التغذية، إضافة إلى دمار كامل لمصادر رزقهم، فيما بلغ عدد القتلى ٧٣٠ وجُرح ٢٧٦٠ تبعاً لمنظمة الصحة العالمية.
من جهتها، ذكرت وكالة اللاجئين أن نحو ١٢٠٠ يمني وصلوا إلى جيبوتي والصومال، خلال الأسبوعين الماضيين، وهي تستعد لاستقبال نحو ٣٠ ألفاً في جيبوتي و١٠٠ ألف في الصومال، خلال ستة أشهر.
دوجاريك قال لـ«الأخبار» إن «الأمين العام والوكالات المعنية دعوا مراراً لاحترام القانون الإنساني الدولي، ولا سيما لجهة عدم استهداف البنى الأساسية المدنية، كالمدارس وخزانات المياه وما شاكلها»، وذلك رداً على سؤال عن الموقف من الاستهداف الممنهج للمدنيين في اليمن وعدم السماح للفارين من القتال من دخول الأراضي السعودية. وأضاف: «نحن نبذل أقصى ما في وسعنا لإيصال المعونات. وكما سمعتم، منعت سفن تحمل الطعام والوقود من الدخول، ووصلت طائرة، وسنحاول إدخال أقصى ما يمكن من المعونات، لذلك نستمر في طلب وقف العنف والسماح بدخول المعونات بحرية وسرعة». لكن دوجاريك لم يحدّد الجهة التي منعت دخول المساعدات، فلمّح إلى أنها قوات التحالف السعودي بالقول «من لديهم القدرة على عمل ذلك».
وبشأن إرسال مصر قوات إلى السعودية وإجراء مناورات معها، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المطلوب «وقف التصعيد والتهدئة والعودة إلى الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة».