strong>علي حيدر
نتنياهـــو مـــع إدخـــال «لـــواء بـــدر» إلى الضفـــة لمساعـــدة أبـــو مـــازن على فـــرض الأمـــن

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس أن القمة الرباعية المرتقبة في شرم الشيخ هي «من أجل بلورة برنامج سياسي جديد قد يقود إلى بداية جديدة بيننا وبين الفلسطينيين»، في وقت دعا فيه رئيس المعارضة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو إلى إدخال قوات عسكرية أردنية إلى الضفة الغربية «لفرض النظام»، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاجز عن تحقيق ذلك وحده.
وقال أولمرت، أمام مؤتمر الصندوق القومي اليهودي في حيفا: «سألتقي مع الرئيس المصري حسنى مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني أبو مازن يوم الاثنين المقبل للعمل معاً لبداية جديدة مع الفلسطينيين». وهذا اللقاء هو الأول من نوعه بعد القمة الرباعية التي عقدت في الثامن من شباط 2005 في شرم الشيخ بمشاركة رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون والقادة العرب الثلاثة أنفسهم.
وأكد أولمرت أن إسرائيل ستحصل «على دعم ومشاركة الولايات المتحدة التي يريد رئيسها جورج بوش أن يتحقق خلال فترة رئاسته حلم قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام».
وهاجم أولمرت، بصورة حادة، حركة «حماس»، التي قال إن مقاتليها «دخلوا المستشفيات وسحبوا الجرحى من أسرتهم وأطلقوا النار على الأبرياء وقتلوا العائلات»، مشيراً إلى أنها «جرائم لم تقم بها إسرائيل». وأضاف: «يقولون إن هذا يبرهن على أنه لا يوجد شريك في الطرف الآخر ولا توجد فرصة للسلام، إلا أنني أفضل رؤية الاحتمالات والفرص وعدم الاكتفاء برؤية المخاطر. أنا لا أنظر إلى المصاعب القائمة فقط، بل أتطلع لكيفية تطور الأمور إلى تفاهم مشترك مع الفلسطينيين الذين يقطنون خارج غزة».
وسيعقد أولمرت لقاء مع وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني من أجل الاتفاق على رزمة المبادرة التي ستقدم لأبو مازن خلال قمة شرم الشيخ، والتي ستعرض على جلسة الحكومة غداً الأحد، حيث من المتوقع أن تتم المصادقة على نقل مئات ملايين الدولارات، التي تعود للسلطة الفلسطينية والمحتجزة في إسرائيل منذ فوز حركة «حماس» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 27 شباط 2006، وتأليفها الحكومة الفلسطينية.
في المقابل، أعرب رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان عن معارضته لهذه الخطوة، مشيراً إلى أن «التجربة أثبتت أن نقل السلاح والأموال إلى فتح يستخدم لتعزيز الإرهاب، لا لمكافحته». وأضاف أنه حتى «لو تم تأمين طائرات ف 16 لأبو مازن، إلا أنه ليس لديه أي قدرة أو أمل».
وكانت ليفني قد أعلنت أنه «باتت هنالك فرصة جديدة للتمييز بين المعتدلين والمتطرفين في السلطة، وهذا يلزم الجميع أن يختار أحد الطرفين، حيث إن هذا فقط من شأنه أن يدفع العملية السياسية».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المنظومة الأمنية تعمل على إعداد توصيات ستطرحها على الحكومة في اجتماعها غداً تهدف إلى تقوية حكومة الطوارئ الفلسطينية والرئيس محمود عباس. ومن بين هذه التوصيات السماح بإمرار أسلحة وذخيرة لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية وإزالة حواجز عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية يتجاوز عددها 500 حاجز. كما ستُقدَّم توصية بتجديد التعاون مع السلطة الفلسطينية وعمل لجان التنسيق والارتباط في مجالات اقتصادية وأمنية.
لكن صحيفة «هآرتس» أفادت أمس بأن أولمرت لا يوافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في هذه المرحلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية في قيادة الجبهة الوسطى قولها إنه في ما يتعلق بإمرار أسلحة، فإنه سيُسمَح فقط باستبدال أسلحة قديمة بأخرى جديدة. وأضافت المصادر ذاتها أن من الممكن أيضاً السماح لأجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة باستخدام ناقلات جند مدرعة.
من جهة أخرى، تتحفظ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على وقف حملات الاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة، «لكن إسرائيل قد تستجيب بشكل جزئي لمطلب فلسطيني بهذا الخصوص وتقلص حجم الاعتقالات في الضفة».
وفي السياق، اقترح نتنياهو إدخال قوات عسكرية من الجيش الأردني إلى الضفة الغربية لفرض النظام فيها، وذلك على خلفية اعتقاده بأنه ليس في وسع عباس وحده القيام بهذه المهمة من دون مساعدة الأردن ومصر. وقال نتنياهو، الذي قدم إلى واشنطن من أجل التحدث عن التهديد الإيراني والتقى في مقر الكونغرس مع قادة مجلس الشيوخ ومع المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون: «يجب إدخال لواء بدر الذي هو اللواء الفلسطيني في الجيش الأردني، لأنه لا يمكن لأبو مازن أن يفرض النظام بقواته الفلسطينية وحدها، لذلك هناك حاجة لتدخل عسكري أردني».