strong>محمد بدير
رفعت إسرائيل أمس مستوى إشارات التهديد التي ترسلها باتجاه إيران، معلنة قيام سلاح جوها بالتدرب على مهام بعيدة المدى، في وقت واصلت فيه حركتها السياسية الرامية إلى تطويق طهران اقتصادياً معاقبة لها على طموحاتها النووية.
وذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن سلاح الجو الإسرائيلي يدرب طياريه على القيام برحلات طويلة المدى، في إطار الاستعدادات لمواجهة التهديد النووي الإيراني، مشيرة إلى أن «التدريبات تتضمن عمليات تزود وقود في الجو وقصف أهداف» بعيدة المدى.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تنسِّقان في ما بينهما بشكل وثيق في كل ما يتعلق بتطور البرنامج النووي الإيراني والجداول الزمنية المرتبطة به، إضافة إلى العمليات الممكن القيام بها ضده.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن «التدريبات تجري منذ مدة، لكن الرقابة العسكرية لم تكن تسمح بنشر معلومات عنها»، مضيفة أن «سلاح الجو الإسرائيلي زاد بشكل كبير من مستويات تعاونه مع سلاح الجو الأميركي، ويقوم بتحديث منظومته دورياً بما يتوافق مع عمليات التحديث الأميركية، وأن الطرفين توصلا إلى اتفاق تعاون في هذا المجال في اجتماعات جرت بينهما أخيراً».
وأشار ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي للصحيفة نفسها إلى أن إسرائيل مهتمة «بعدد من البرامج والأنظمة (الأميركية)، والأميركيون ينظرون إلينا كمختبر صغير لأنفسهم، وكل مرة يعمل سلاح الجو الأميركي على التزود بوسائل (قتالية) جديدة، فإنهم يعملون على تزويدنا بها، وفقط إسرائيل هي التي تتزود بها».
وتدرس إسرائيل والولايات المتحدة سبل مواجهة التهديد الإيراني، التي «تطبخ في الغرف المغلقة بهدوء»، وخاصة أن «الاتصالات بلغت ذروتها في جولة الحوار الاستراتيجي الأخير (الشهر الماضي) حيث تقرر إجراء تقويم مشترك للوضع نهاية الأسبوع الجاري لفحص تأثير وجدوى العقوبات الاقتصادية المستخدمة حالياً ضد إيران».
ونقلت «معاريف» عن جهات إسرائيلية قالت إنها مطلعة على مضمون الاتصالات البينية أن «الأميركيين وافقوا على كل ما اقترحناه عليهم في القضية الإيرانية، من بينها زيادة حجم العقوبات الاقتصادية»، مشيرة إلى سلسلة جديدة من العقوبات والضربات الاقتصادية التي ستؤدي إلى ضرر حقيقي بالاقتصاد الإيراني والتي ستتألف من ثلاثة أجزاء: «مالي يتعلق بالمصارف وتحويل الأموال، واقتصادي في مجال الاستيراد والتصدير، إضافة إلى نوع أخير يتعلق بالنفط».
وتحدثت الصحيفة عن الدور الذي تؤديه إسرائيل في العقوبات الاقتصادية المقترحة على ايران، مشيرة إلى أن «المعلومات تذهب من تل أبيب إلى واشنطن ثم تعود (إليها)، وتشتمل على أسماء واضحة لمصارف تتعامل مع إيران في تحويل الأموال».
وفي ما يتعلق بالقطاع النفطي، أشارت الصحيفة إلى أن العقوبات ستتركز على «عدم تجديد البنى التحتية للنفط الإيراني، إضافة إلى عدم تزويد طهران بمواد خام وبآلات تحتاج إليها في صناعة النفط»، مؤكدة أن الأميركيين ينظرون بجدية ملحوظة لهذا الجزء من العقوبات و«إذا استعملوا آلة ضغطهم المعروفة، فقد يصلون إلى نتائج».
وقالت الصحيفة إن الطرفين سيعملان على فرض تطبيق القرار 1747 الصادر عن مجلس الأمن الذي يمنع على إيران تصدير السلاح، مشيرة إلى أن إسرائيل عرضت معلومات استخبارية واضحة تُبين أن الإيرانيين ينقلون عن طريق تركيا وسوريا في الجو والبر قذائف وصواريخ وأسلحة أخرى إلى حزب الله، لكن بقدر أقل من خلال البحر بفضل العمل المجدي الذي يقوم به الأسطول الألماني أمام شواطئ لبنان.