strong>محمد بدير
شبّه وزير العلوم والثقافة والرياضة السابق، أوفير بينيس، لبنان بالمستنقع والوزراء بالختم المطاطي، كاشفاً عن أن خيار ضبط النفس لم يكن وارداً لدى أي من أعضاء الحكومة في 12 تموز الماضي، وعن أنه لا أحد في العالم ضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان

أكد أوفير بينيس، في شهادته أمام لجنة فينوغراد، التي نُشرت محاضرها أمس، أنه لم يكن ثمة خطة للحرب لدى القيادة العسكرية عندما وقعت في 12 تموز الماضي، وأن ما حصل كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه.
وعبر بينيس عن موقفه من شن العدوان على قاعدة ضرورة الرد كي لا يُفسر السكوت على أنه ضعف، معللاً موقفه المؤيد للرد باعتقاده أنه ستُنَفَّذ هجمات جوية واسعة وقاسية، بهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية.
وأضاف بينيس أنه خلال أول جلسة تلت عملية أسر الجنديين في 12 تموز، لم يكن خيار ضبط النفس وارداً لدى أي من الوزراء و«لا حتى عندي»، مشيراً إلى «أنه لم يكن واضحاً للجميع ما هي نقطة الخروج من الحرب، وما هي مدة الحملة، وأنه لا أحد يمكنه عرض سيناريو دقيق، فقررت الحكومة تأييد الحملة كما هي».
ووصف الوزير المستقيل أعضاء المجلس الوزاري الأمني بالـ«ختم المطاطي»، في إشارة إلى طريقة موافقتهم على القرارات من دون نقاش أو اعتراض. وأضاف أن إسرائيل انجرّت لهذه الحرب من دون أن تتخذ قراراً بهذا الشأن «وأنا علمت بخطة الجيش الإسرائيلي للحرب من وسائل الإعلام».
ورداً على سؤال استيضاحي عن وصفه التفكير بالدخول البري إلى لبنان بـ«الكابوس»، قال بينيس: «أُشبه لبنان بالمستنقع. كلما تحركت أكثر غرقت أكثر وأسرع، هذه مواصفات المستنقع. إذا جلست بهدوء فثمة احتمال بأن ينقذوك، وكلما تحركت غرقت أكثر وأسرع».
وتطرق بينيس إلى «استراتيجية الخروج» من الحرب، فكشف أنها كانت تستند إلى ضغط المجتمع الدولي لإنهاء الحرب، بيد أن المفارقة ظهرت عندما لم يتحرك أحد للضغط على اسرائيل لوقف العدوان، بل لتشــجيعه.
وقال بينيس إن «القيادة السياسية افترضت أنه لن يكون أمامنا متسع من الوقت للعمل، لذلك يجب العمل حتى يوقفونا، لكن ببساطة لم يوقفنا أحد، وهذا ما حدث. ليس فقط أن أحداً لم يوقفنا، بل شجعونا». وتابع: «في مرحلة معينة تطورت نظرية مفادها أنه علينا إرغام العالم على إرغامنا على وقف الحرب وتوجيه ضربات شديدة للبنان من أجل إثارة العالم للضغط على إسرائيل».
وحدد بينيس أهداف العدوان من وجهة نظره بثلاثة: «الرد من أجل إعادة قدرة الردع وضرب مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله، وإمكان إعادة الجنديين الأسيرين».
وفي ما يخص تقدير الوزراء الإسرائيليين لطبيعة الرد من حزب الله، قال بينيس: «لا أعتقد أن أحداً من الوزراء أدرك في جلسة 12 تموز كيف ستكون كثافة الهجمات الصاروخية وحجمها»، ومع ذلك أكد أن الوزراء الإسرائيليين «كانوا يدركون أن حزب الله سيرد على الغارات الإسرائيلية بقصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، وأنه تمت مطالبة الوزراء بالمصادقة على تنفيذ حملة عسكرية «شديدة، لكن محدودة، لا حرب بأي حال من الأحوال، ولا حملة عسكرية واسعة النطاق بأي حال من الأحوال». وكشف عن أن القيادة العسكرية الإسرائيلية «كانت مقتنعة بأن حزب الله لن يطلق صواريخ كاتيوشا في الساعات الـ 48 الأولى، بينما في الواقع أطلق 200 صاروخ كاتيوشا».
ولفت بينيس إلى أنه أيد تنفيذ عملية عسكرية بعدما تأكد وحصل على إيضاحات من رئيس الوزراء إيهود أولمرت بأن العملية ستكون جوية لا برية «لأن تجربتنا مرة في العمليات البرية بلبنان».