تعكف وزارة الخارجية الإسرائيلية على إعداد حملة دولية على إيران لعزلها دولياً على غرار الحملة الدبلوماسية التي شنتها على حزب الله في الماضي.وتقتضي الحملة، حسبما نشرته صحيفة «معاريف» أمس، توجيه تعليمات لكل الممثليات الإسرائيلية في العالم، للعمل، من ضمن مجموعة أمور «على سن تشريعات محلية ضد إيران في كل أرجاء العالم، وضد التجارة مع إيران وضد اللاسامية ودعوتها إلى إبادة إسرائيل»، على أن يحتل الموضوع الإيراني رأس جدول الأعمال. كما ينبغي، بموجب الحملة التي بلغ إعدادها مراحله الأخيرة، لكل دبلوماسي إسرائيلي يجري محادثات مع نظرائه في الخارج، العمل على هذه القضية. وسيتم التشديد على الإعلام والصحافة ويصار إلى إعداد ملف إيراني خاص يُنشر في وسائل الإعلام المحلية باللغة المحلية ويتضمن أيضاً «براهين» وأدلة على النيات الإيرانية. ويرفع مسؤولو الممثليات، بموجب ذلك، التقارير عما نفِّذ الى القدس المحتلة.
وأشارت «معاريف» أيضاً إلى أن مصدر إلهام الإعداد للحملة الدولية على إيران هو الحملة التي أجرتها إسرائيل في الماضي على حزب الله، وأدت «إلى نجاح جارف وإدخال حزب الله في قائمة منظمات الإرهاب في دول عديدة وفي الاتحاد الأوروبي»، مضيفة أن الممثليات الإسرائيلية «عملت في حينه ضد حزب الله في كل أرجاء العالم، ولا سيما في أوروبا والأمم المتحدة، وحققت نتائج حقيقية على الأرض».
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لوزارة الخارجية أهارون ابرموفيتش، الذي يقف خلف الفكرة وبلورتها بعلم وموافقة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أمله «باستكمالها إعداد الحملة قريباً وإطلاقها في الأشهر المقبلة».
وذكرت الصحيفة أيضاً أن الدافع لهذه الحملة يأتي «على خلفية تعاظم المعلومات الاستخبارية عن تسارع البرنامج النووي الإيراني، والتقدير في وزارة الخارجية، وكذلك لدى رئيس الوزراء إيهود أولمرت، بأن المجال السياسي هام ويمكن من خلاله وضع صعوبات عديدة أمام البرنامج النووي الإيراني». كما ترمي الحملة إلى نشر مفهوم دولي «أنه إذا لم يوجد سبيل سياسي لوقف التحول النووي الإيراني، فلن يكون مفر من التوجه إلى وسائل أخرى».
وتحدثت «معاريف» أيضاً عن أن «إسرائيل تنسق سراً في هذا الموضوع مع دول عديدة في الشرق الأوسط، بما فيها تلك التي ليس لها علاقات دبلوماسية معها، لكنها تشاركها القلق من النيات النووية الإيرانية». وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن المتخوفين المركزيين من التحول النووي الإيراني هم «إمارات النفط، السعودية ودول سنية معتدلة».