strong>علي حيدر
شنّ رئيس طاقم خبراء صياغة نظرية الأمن القومي الاسرائيلي، دان ميريدور، هجوماً شديداً على الحكومة الاسرائيلية وصف فيه الوضع في اسرائيل، بعد العدوان على لبنان وتقرير فينوغراد، بأنه في مرحلة الحضيض والانكسار

هاجم دان ميريدور، أحد أهم الشخصيات السياسية غير الحزبية الاسرائيلية، أمس الطاقم الذي ادار الحرب في لبنان. وقال «لم يسبق أن شهدت اسرائيل امراً كهذا... وصلنا الى نقطة الحضيض، لا أحد من اعضاء الحكومة تصرف بتعقل واتزان ومسؤولية، وهذا ما قالته اللجنة التي عينتها الحكومة نفسها».
وانتقد مريدور، خلال كلمة له امام مؤتمر النادي التجاري والصناعي في تل أبيب علَّق خلالها على تقرير فينوغراد، قرار الخروج المتسرع للحرب. وقال إن قراراً كهذا «صعب يتطلّب مسؤولية كبيرة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل الآن في حالة انكسار وينبغي أن نأمل أن يستخدم التقرير رافعةً لإعادة التوازن والتعقل للحكومة الاسرائيلية».
وكشفت تقارير اسرائيلية أن الاستخبارات العسكرية زودت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، بعد يومين من نشوب الحرب، معلومات تفيد بأن الجيش استنفد «بنك الأهداف» اللبنانية التي لديه وأنه لم يعد هناك جدوى من مواصلة القصف الجوي، وهو ما دفعها الى تغيير موقفها من الحرب والدعوة الى حل سياسي لها.
وذكرت صحيفة «معاريف» وإذاعة الجيش الاسرائيلي، أن ليفني توجهت، بعد يومين من نشوب عدوان تموز، إلى رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات العسكرية (امان) العميد يوسي بايديتس، من دون علم رئيس الحكومة ايهود اولمرت، وطلبت منه تزويدها معلومات عن حقيقة الوضع الميداني في الحرب.
وأشارت الصحيفة الى أن «بايديتس أبلغها أن بنك أهداف سلاح الجو انتهى، وأن على الحكومة البدء بالعمل فوراً على بناء سلّم ينزل إسرائيل عن شجرة الحرب. وخلال الحديث، حصلت ليفني على معلومات سرية جداً ومفصَّلة، كانت معروفة لدى الجيش في ذلك الوقت، وبناء عليه علمت ليفني أن الجيش استنفد عملياً قدرته على توجيه ضربات ناجعة لبنية حزب الله الصاروخية التي تطلق باتجاه اسرائيل، وأنه منذ ذلك الحين بدأت مرحلة الاستنزاف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله».
وفي اعقاب ذلك، سارعت ليفني إلى توجيه تعليمات لموظفيها للتعجيل في بلورة وثيقة استراتيجية خروج سياسي ينبغي الانتهاء منها خلال 48 ساعة.
وقالت ليفني، بحسب التقارير الاسرائيلية، ان «هذه المعلومات أدت إلى تغيير رأيها وحوّلتها من مؤيّدة شديدة للمضي في المعارك إلى المناداة بالبحث عن مخرج سياسي». ويُذكر أن موقف ليفني المؤيد لاستمرار الحرب تغير بعد مضي اربعة ايام على نشوبها، عندما اعلنت عن ضرورة البحث عن حل سياسي رفَضه اولمرت في حينه.
وعلقت «معاريف» على ذلك بالقول «الآن يتضح أن التغيير الكبير في رأي ليفني كان له سبب خفيّ وخارج عن المألوف، فقد حصلت وزيرة الخارجية على معلومات استخبارية وعسكرية حساسة جداً من مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، التقته سراً بعدما اشتبهت بأن رئيس الحكومة إيهود اولمرت يخفي عنها معلومات جوهرية تتعلق بإدارة الحرب».
ونقلت اذاعة الجيش عن مصادر في مكتب ليفني قولها إنها هي التي بادرت إلى هذه اللقاءات مع بايديتس في 14 تموز الماضي، لأن اولمرت لم يشركها في المشاورات الأمنية.
وقال الوزير السابق عن حزب العمل اوفير بينس، الذي كان عضواً في الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه طلب هو أيضاً الاطلاع على تقويمات استخبارية من جهات مختلفة خارج اجتماع الحكومة. وأضاف «لقد ذهبت إلى ليفني من أجل الحصول على معلومات.. كنا نتوجه لمصادر أخرى ليست من داخل الجيش».
وذكرت تقارير اسرائيلية أن اولمرت مستاء جداً من تجاهل تقرير فينوغراد «الاشادات» التي وجّهها اعضاء اللجنة له، كما أنه بصدد توجيه تحفظات الى اللجنة شفهياً أو كتابياً، ويريد تسليمها مادة اضافية.