«معاريف» ـــ بن كسبيت
إذاً انتهى الأمر. البروتوكولات نشرت أمس والحمد لله. من الممكن تنفس الصعداء. الديموقراطية نجت. ما الذي استفدناه من هذه البروتوكولات؟ ليس الكثير. البروتوكولات نشرت بعد تعرضها لمقص الرقابة مقطعة منزوعة الأوصال. كان هناك الكثير من الهمس حول العلاقات بين اولمرت وبيرتس وحالوتس. أما كل ما بقي فقد كان مجرد فسيفساء مجزأة ومكسرة حول تردد رئيس الوزراء ومشاوراته واستعداداته. كانت هناك ايضاً ذرائع وزير الدفاع وأفكار رئيس هيئة الاركان. اللافت أن الثلاثة، بمن فيهم رئيس هيئة الاركان، يوجهون في نهاية المطاف انتقاداتهم لمقاول التنفيذ: الجيش الاسرائيلي. حالوتس هو المسؤول الأعلى عن الجيش، ومع ذلك يوجه الانتقادات اليه. هكذا تبدو الامور. فالبروتوكولات توفر لنا فرصة للإطلال على سير الأمور. هي لا تعطينا صورة شاملة كاملة. وبالمناسبة، ليس من الواضح اذا كانت هناك حاجة لنشر الصورة الكاملة. نحن نستعد للحرب المقبلة. قد يكون من الأفضل أن نستسلم سلفاً ونريح أنفسنا. مع كل الاحترام للديموقراطية، عليها أن تتعلم كيف تدافع عن نفسها. لا ينبغي أن تُكشف أسرارها طول الوقت أمام الجميع.
وهناك الجيش الاسرائيلي. صحيح انه قد صدئ. وصحيح انه قد تعرض للإهمال، لكننا لا نملك جيشاً غيره. من دون جيش لن تكون لدينا دولة. اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يمكنها أن تحافظ على وجودها ثانيةً واحدة من دون جيش قوي جبار وماهر. لذلك، ومع كل الانتقادات والتحفظات، يجب الحفاظ على الجيش وتقديم الدعم لرئيس هيئة الاركان. يجب الادراك أن الأخيار فعلاً ليسوا مستعدين للبقاء في جهاز فاشل ولا احترام له. عندما يتحول الجيش الاسرائيلي الى كيس للضربات، يضغط المتفوقون على الأزرار للفرار بكراسيهم. اذا تواصلت عملية فرار الشباب من ذوي النوعية من الجيش الاسرائيلي، فنحن أمام خطر وجودي حقيقي.
حتى آب المقبل، الموعد الذي يفترض أن ينشر فيه التقرير النهائي للجنة فينوغراد، سيقوم الجيش الاسرائيلي باستكمال المرحلة الاولى من عملية اعادة البناء. وعندئذ ستأتيه الضربة الكبرى. الجيش بحاجة الآن الى ثلاثة امور: الدعم والميزانية والوقت. في الجيش الاسرائيلي، يعملون الآن على مدار الساعة لاستخلاص العبر بالسرعة الممكنة. وقد آن الأوان لأن يبدأ المستوى السياسي هو الآخر بالعمل.