strong>محمد بدير
مناورات إسرائيلية واسعة النطاق... بمشاركة أولمرت وبيرتس وسنيه

دروس حرب لبنان قيد التطبيق. هذه هي الرسالة التي يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إمرارها للإسرائيليين، وغيرهم من المراقبين المعنيين، من خلال ورشة المناورات القيادية الواسعة التي أطلقها، أمس، ويختبر خلالها الأداء القيادي العسكري والسياسي خلال أوقات الأزمة. ويبدو أن الدروس المستخلصة لن تقف عند حد هذه المناورات في ظل سعي رئيس الأركان غابي أشكنازي، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، إلى إنشاء «هيئة أركان ظل» مؤلفة من جنرالات احتياط لتكون بمثابة هيئة استشارية لضباط القيادة الحاليين تعوّضهم عن افتقارهم إلى الخبرة الكافية.
وقد باشر الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، مناورات واسعة النطاق، تعتبر الأضخم في العامين الماضيين، يشارك فيها قسم من جنرالات الأركان العامة، إضافة إلى قادة المناطق والأسلحة والشعب المختلفة. وتهدف هذه المناورات، التي ستستمر أربعة أيام، إلى مواجهة سلسلة سيناريوهات متنوعة تحاكي حالات تدهور أمني على الحدود الشمالية تنتهي باندلاع حرب شاملة على كل الجبهات الإسرائيلية، الشمالية والوسطى والجنوبية.
وخلافاً لما جرت عليه العادة، فإن المناورات الحالية لا تشمل تفعيل قوات ميدانية، وإنما تتمحور حول آلية صناعة القرار في رأس هرم القيادة العسكرية، تحت ضغط التطورات الميدانية في الوقت الحقيقي. ويتضمن ذلك تنسيق العلاقات القيادية بين الأركان العامة وقادة المناطق والشعب، وكذلك مع قيادة الجبهة الداخلية. وفي خطوة تهدف إلى التشديد على استخلاص العبر من عدوان تموز الماضي، تقرر أن تشارك القيادة السياسية في المناورات، ممثلة برئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عامير بيرتس، ونائبه أفرايم سنيه.
وستتميز السيناريوهات، التي سيجرى تطبيقها في المناورات، بوتيرة تغير مفاجئة، فضلاً عن أن القيادة العسكرية التي ستنفذ المناورة لن تطّلع عليها مسبقاً.
ولفتت تقارير إسرائيلية إلى أن الكثير من المعطيات التي تم استخلاصها من العدوان الأخير على لبنان «ستكون حاضرة في المناورة، وذلك للاستفادة من الاستنتاجات التي خلصت إليها التحقيقات العسكرية الداخلية، وهي تحقيقات أعطت صورة تبيّن أن قيادة الأركان لم تعمل بشكل فعال خلال الحرب».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أشكنازي يعمل على إنشاء «هيئة أركان ظل» تتألف من جنرالات احتياط سابقين، مهمتها إعطاء المشورة لنظرائهم في الخدمة في أوقات الطوارئ وخلال المناورات الكبرى. وقال مسؤولون عسكريون إن أشكنازي يرى في جنرالات الاحتياط «مراكز معرفة هائلة» يحظر التخلي عنها.
وعيّن أشكنازي، في هذا الإطار، رئيس شعبة الاستخبارات السابق، الجنرال احتياط أوري ساغي، ليكون «ظلاً» لقائد شعبة الاستخبارات الحالي عاموس يادلين، وكذلك قائد شعبة العمليات السابق، الجنرال احتياط غيورا آيلاند، ليكون «ظلاً» لقائد شعبة العمليات الحالي للجنرال طال روسو.
كما عيّن اشكنازي قائد سلاح البحرية السابق الجنرال احتياط ابراهام بن شوشان ليكون «ظلاً» للقائد الحالي دافيد بن بعشط، فيما سيعمل قائد العمليات العسكرية السابق، العميد إيلي يافي، إلى جانب نظيره الحالي سامي ترجمان.
وكان قائد المنطقة الجنوبية السابق، الجنرال احتياط، يوم طوف ساميا، قد سبق أقرانه إلى شغل المنصب المستجد حين تم تعيينه قبل العدوان على لبنان «نائباً» في أوقات الطوارئ لقائد المنطقة الجنوبية الجنرال الحالي يوئاف جالنط».
وبدأ «جنرالات الظل» أداء مهماتهم الاستشارية ابتداءً من يوم أمس عبر مشاركتهم في المناورات القيادية.
وبحسب «يديعوت»، نشأت فكرة «قيادة الظل» خلال عدوان تموز الماضي، حين اقترح نائب رئيس الأركان موشيه كابلنسكي، على رئيسه السابق دان حالوتس، تعيين «جنرال مرشد» لقائد المنطقة الشمالية في حينه، أودي آدم. واقترح كابلينسي قائد المنطقة الشمالية السابق عمرام ليفين ليشغل هذا المنصب، إلا أن حالوتس قرر إرسال كابلنسكي نفسه لمراقبة عمل آدم ومساعدته بوصفه «مندوب قائد هيئة الأركان في المنطقة الشمالية».
إلى ذلك، صادق بيرتس أمس على توصيه أشكنازي بتعيين السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال غادي شمني، قائداً للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي. ويخلف شمني في المنصب الجنرال داني نافيه، الذي أعلن نيته الاستقالة من الجيش بحلول نهاية الشهر الجاري.
ويعتبر شميني مقرباً من أولمرت، وعُدّ من أكثر الضباط تأثيراً عليه إبان عدوان تموز الماضي. وبرز خلال تلك الفترة تحفّظه على شن حرب حملة برية واسعة، كما انتهج خطاً حذراً إزاء كل العمليات الهجومية خلال الحرب.
ويتوقع أن يخلف شمني في منصبه العميد يائير غولان، قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية.