strong>علي حيدر
دعت فرنسا أمس إسرائيل الى الامتناع عن القيام بأي خطوة «احادية» الجانب بشأن القدس المحتلة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، جان باتيست ماتيي، إن مسألة القدس «يجب بحثها في اطار مفاوضات حول الوضع النهائي للدولة الفلسطينية المقبلة»، مذكراً بموقف فرنسا «الثابت» حول هذا الموضوع. واضاف «ندعو اسرائيل بهذا الصدد الى الامتناع عن القيام بأي تحرك احادي يمكن ان يؤثر مسبقاً على الوضع النهائي لمدينة القدس». وشدد على «ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يدينان اي تطور في نشاطات الاستيطان في القدس والاراضي (الفلسطينية) التي تخالف القانون الدولي وتهدد بتفريغ معنى الحل القائم على دولتين تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن».
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن استنكار بلاده عزم الحكومة الاسرائيلية على نقل معظم المكاتب والدوائر الحكومية الاسرائيلية الى القدس الشرقية. وأشار أبو الغيط، في بيان صحافي، إلى «بطلان الاجراءات الاسرائيلية التي تم ويتم اتخاذها في القدس بهدف تهويدها وفرض أمر واقع جائر عليها». ورأى أن «الإجراءات الاسرائيلية تتناقض أيضاً مع الجهود الحالية الرامية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـــ الاسرائيلية لتحقيق السلام الشامل والتوصل إلى تسويات نهائية على كل المسارات».
وجدد الوزير المصري موقف بلاده في ما يتعلق بالقدس الشرقية «باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام 1967 ويجب الانسحاب منها وفقاً لقرارات مجلس الامن الدولي».
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، خلال اجتماع مع مسؤولين في الوزارة، إن علاقة اليهود بالقدس ليست منوطة بموقف دول العالم، في إشارة إلى قرار سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مقاطعة مراسم الذكرى السنوية الأربعين لتوحيد المدينة.
وأكدت ليفني أنه «حتى لو لم يعترف العالم حتى الآن بتوحيد القدس، فإن العلاقة بين شعب إسرائيل والقدس ليست قابلة للانفصال، وهي ليست منوطة بموقف أمم العالم». وأضافت «علينا الاستمرار في تعزيز العلاقة بين الشعب اليهودي والمدينة وفي موازاة ذلك إقناع المجتمع الدولي بهذه الحقيقة».
وجاءت أقوال ليفني، بحسب الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، على اثر إعلان السفير الألماني لدى إسرائيل باسم جميع سفراء الاتحاد الأوروبي أنهم لن يلبّوا الدعوة إلى حضور مراسم الذكرى. وانضم اليهم السفير الاميركي لدى الدولة العبرية.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه «مركز القدس للبحوث الإسرائيلية» ونشره أمس، أن 58 في المئة من اليهود في إسرائيل يؤيدون «تقديم تنازلات» في القدس، أي انسحاباً إسرائيلياً من مناطق في الجزء الشرقي من المدينة، في مقابل اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وتظهر هذه النسبة انخفاض تأييد الإسرائيليين لانسحاب من المدينة المحتلة، حيث كانت هذه النسبة في العام الماضي 63 في المئة.
(ا ف ب، يو بي آي)