حيفا ــ فراس خطيب
باتت إسرائيل على مشارف الدخول مباشرة في الوضع الداخلي في غزة، بعدما أقرت عمليات عسكرية للرد على صواريخ «القسام»، من دون أن تستبعد مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إذا طلب ذلك»


صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس، بعد مشاورات أمنية في مكتبه لبحث سبل الرد الإسرائيلي العسكري على إطلاق القسّام على مدينة سديروت، على القيام بعمليات عسكرية تهدف الى «ضرب مطلقي صواريخ القسّام وقادتهم. وتشويش عملية القصف وضرب البنى التحتية للإرهاب».
وأوضح أولمرت أن اسرائيل «لن تستمر في سياسة ضبط النفس أمام ضرب مواطنيها. وبناءً على هذا تقررت عملية عسكرية صعبة». وأمر اولمرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتقديم المساعدات إلى مواطني سديروت.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن حركة «حماس» عملت أخيراً، ومن خلال فترة وقف إطلاق النار، على تسليح نفسها. وأوضحت المصادر أن الحديث لا يجري فقط عن أسلحة متطورة أكثر، إنما عن «امتلاك معرفة أكبر»، مشيرة الى أنَّ هناك مبعوثين من «حماس» غادروا غزة الى ايران وعادوا مع معرفة جديدة.
وقدرت مصادر أمنية إسرائيلية أن «حماس» قد تلجأ إلى إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه إسرائيل في ضوء التطورات في غزة. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن المصادر قولها إن حماس ستحاول أن تستهدف من خلال ذلك مدناً ومناطق إسرائيلية أكثر عمقاً، كعسقلان. وأفاد الموقع أن التوجيهات صدرت إلى أجهزة الطوارئ لاتخاذ التدابير الاحترازية بهذا الشأن.
وقال وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز، في حديث للقناة العاشرة، «يجب ضرب مطلقي صواريخ القسام ومتخذي القرار». وأشار إلى أن «حماس كسّرت كل الأدوات مع اسرائيل وعلى اسرائيل أن ترد بالمثل».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس، أثناء زيارته لموقع مناورات في شمال فلسطين المحتلة أمس، إنَّ «ضرب القسام أصبح غير محتمل ويستدعي الرد». وأضاف «لا ننوي التدخل في المواجهات الفلسطينية الداخلية في قطاع غزة. لكننا لا نريد أن تكون هذه المواجهات معياراً في دفاعنا عن مواطني اسرائيل. وهذه الأحداث تستدعي رداً ملائماً».
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إن إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال، في مؤتمر صحافي في إستونيا، ان إسرائيل لن تتدخل بصورة مباشرة في الاقتتال الدائر لكنها سترد على طلبات محددة من عباس. وأضاف، رداً على سؤال، «يتعين علينا مساعدة السيد عباس في قتاله ضد الإرهابيين».
وشهدت مدينة «سديروت»، في أعقاب قصفها بصواريخ «القسام»، «حركة هجرة» إلى مدن الجنوب. ونقلت وسائل الإعلام العبرية أنَّ المئات من سكان المدينة غادروا بوساطة حافلات بتمويل من رجل الأعمال أركادي غايدماك (رجل أعمال روسي الأصل ينوي دخول المعترك السياسي). وسيقضي سكان «سديروت» وقتهم في هذه الأثناء في فندق «غولدون توليب» في بئر السبع بتمويل من غايدماك.
هذا ولم تفتح مدارس المدينة أبوابها أمس، وتستعد بلديتها إلى جانب وزارة التعليم الاسرائيلية إلى إخلاء التلاميذ من المدينة بدءاً من اليوم لاستيعابهم في مدارس أخرى في مناطق الجنوب. وتدرس الوزارة إمكان إبقاء التلاميذ في المدارس وتوفير شروط «مدرسة داخلية» لهم.