strong>علي حيدر
أطلقت إسرائيل ماكينتها الإعلامية والسياسية لتغطية عدوانها
على قطاع غزة وتبريره، حيث جمعت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ما يقرب من مئة سفير أجنبي في تل أبيب، لهذه الغاية، ووجهت سفراءها في الخارج للاتصال بالحكومات الأجنبية لكسب الدعم الدولي في عملياتها العسكرية في قطاع غزة

أعلنت تسيبي ليفني، متجاهلة كل العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل ستقرر خلال الأيام المقبلة الرد على الهجمات الصاروخية على أراضيها التي تنطلق من غزة. وأضافت، للسفراء المعتمدين لدى إسرائيل: «أعتقد أن المجتمع الدولي رأى لفترة طويلة أن الوضع في جنوب إسرائيل مقبول، وأنه يشكل جزءاً من الحياة في إسرائيل، لكن الوضع لم يعد على هذا النحو، كفى». وأوضحت أنه «توجد حاجة للضغط على المتطرفين، على الإرهابيين بهدف أن يفهم الفلسطينيون أن هذا وضع لا يُطاق».
وتابعت ليفني: «أنا أعلم أنكم جميعاً تريدون أن تروا السلام في الشرق الأوسط. صدقوني نحن أيضاً هذا هدفنا، هذا هو السبب الذي بسببه خرجنا من القطاع، وأخلينا المستوطنات فيه».
ولاستكمال المهمة الدعائية، أحضرت ليفني إلى الجلسة رئيس وحدة الأبحاث، العميد يوسي بايدتس، الذي قدم عرضاً من زاوية عسكرية. كما بُثَّ شريط مصور عُرضت فيه صور الأضرار في سديروت وفي ثانوية مستوطنة شعار هنغف.
وفي السياق، أصدرت وزارة الخارجية توجيهات لسفرائها في العالم بإجراء محادثات مع ممثلي الحكومات المختلفة وإعداد الأرضية لتأمين دعم دولي بهدف السماح لإسرائيل بأن تعمل في القطاع. وقالت مصادر في الخارجية: «إننا طلبنا منهم (السفراء) أن يشرحوا أننا متضايقون من الوضع القائم في غزة. ونحن لا ننوي التدخل في الحروب الداخلية بين الفلسطينيين، لكن حاجتنا للعمل تنبع من أنها تضر بنا. الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر. لقد تحول مواطنو إسرائيل إلى بط في ساحة رماية، ونحن ينبغي أن ندافع عنهم».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن ليفني قالت، خلال اجتماعها مع الدبلوماسيين الغربيين، إنه سيتعين على أي قوة حفظ سلام تنتشر في القطاع أن تكون مستعدة للبحث عن «الإرهابيين» والأسلحة وأداء أدوار «تنفيذية» حتى تكون مقبولة. ونقلت الوكالة عن دبلوماسي حضر الاجتماع إعرابه عن شكوكه في أن تكون البلدان الأوروبية مستعدة للانضمام إلى تفويض كهذا. وقال الدبلوماسي إن تعليقات ليفني ترقى إلى حد القول: «لا.. بطريقة مهذبة».
وأدلت ليفني بهذه التعليقات بعدما سألها سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل راميرو سيبريان اوزال عما إذا كانت إسرائيل لا تزال تعترض على فكرة نشر قوات حفظ سلام أجنبية في غزة. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن ليفني قالت في الاجتماع: «إذا كان تفويض القوة مشابهاً لتفويض قوة اليونيفيل الحالية (في لبنان).. فعندئذ لن تكون إسرائيل مهتمة. لكن إذا كان للقوة تفويض تنفيذي أقوى.. فعندئذ سنكون في وضع مختلف».
وأوضح مسؤول في الخارجية الإسرائيلية، شارك في الاجتماع، أن ليفني أبلغت الدبلوماسيين أن التحديات التي تواجه اليونيفيل في لبنان تبرز الصعوبات التي تواجه مثل تلك المهام. وأوضح أنه «من وجهة نظرنا.. لبنان اختبار»، مشيراً إلى أن رسالة ليفني للدبلوماسيين هي «هل المجتمع الدولي جاهز حقاً لإرسال قوة مستعدة للذهاب من منزل إلى منزل بحثاً عن الإرهابيين.. هذا هو نوع القوة التي نحتاج إليها في غزة. هل أنتم مستعدون حقا لأداء المهمة المطلوب إنجازها؟».
في هذا الوقت، جال رئيس الوزراء إيهود أولمرت في سديروت برفقة وزير الدفاع عامير بيرتس وتحدث مع عدد من السكان. وتخلل زيارة أولمرت سقوط عدد من القذائف الصاروخية، ذُكر أن إحداها سقطت على بعد 500 متر عن مكان وجود أولمرت، كما سقطت ثلاث قذائف أخرى في المستوطنة بعد انتهاء الزيارة.
بدوره، دعا رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، خلال جولة له أيضاً في سديروت برفقة عدد من أعضاء الليكود، الحكومة إلى العمل فوراً، واصفاً «الرعب الذي يمر على سكان سديروت بأنه رعب يمكن أن يطال جميع سكان إسرائيل».