مهدي السيد
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خلال افتتاح جلسة الحكومة، أنه سيتم الإعلان عن سديروت والبلدات المحاذية لقطاع غزة التي تتعرض للقصف بصواريخ المقاومة كبلدات تقع على خط المواجهة، على غرار بعض بلدات شمال.
وقال اولمرت "لقد قلت لسكان سديروت أثناء زيارتي يوم الخميس إنكم تدفعون ثمنا باهظا جدا ومهمة الحكومة إزالة الخطر عنكم وكلما تصاعد الخطر سنضطر لتصعيد خطواتنا". وتوجه الى سكان سديروت، التي قال إنه سيتم الشروع في بناء حوالي 200 غرفة آمنة شهريا فيها، بالقول "إن رسالتنا هذا الصباح لسكان سديروت وغلاف غزة هي واحدة، حكومة إسرائيل معكم وستعمل كل ما هو مطلوب لمساعدتكم".
وكان أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس اتفقا مساء أمس على التعجيل بتحصين المباني في النقب الغربي ضد الصواريخ. وأوضح أولمرت أنه سيتم تعويض السكان عن خسائرهم، مشددا على أن "عناصر حماس يدفعون وسيدفعون ثمنا باهظا جراء الاعتداءات على سديروت والبلدات المحاذية. وكلما فشلت الخطوات السياسية في توفير الهدوء المطلوب كلما زادت شدة عملياتنا".
ورد أولمرت على الانتقادات التي وجهت للحكومة أخيرا، بعدما أعلن الملياردير أركادي غايداماك عن أنه سيموّل أعمال تحصين البيوت والمؤسسات العامة في سديروت وسيرصد لذلك عشرات ملايين الدولارات، قائلا إن القرار بتحصين البيوت "هو قرار اتخذته حكومة إسرائيل".
في هذا الوقت، أعلن عامير بيرتس عن "وضع خاص" في منطقة جنوب اسرائيل، يتم بموجبه البدء بتطبيق أنظمة خاصة في سديروت وفي عدد من البلدات المحاذية، تمنح فيها الصلاحيات المتعلقة بحالات الطوارئ لقيادة الجبهة الداخلية وقيادة الجيش على حساب البلديات والمجالس المحلية. ومن ضمن تلك الصلاحيات، قرار فتح أو إغلاق المدارس والمصانع وإجبار العمال الذين يعملون في مصانع حيوية على التواجد في أماكن عملهم. وبموجب هذا الإعلان، يحق للسكان تقديم طلبات تعويض عن الفترة التي أعلنت فيها الأنظمة الخاصة.
وفي السياق، نقل الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في بلدية سديروت قولها إن ما بين 6 إلى 8 آلاف من أصل 23 ألفا هو عدد سكانها قد غادروا المدينة بسبب الوضع الأمني المتدهور فيها.
وأفادت تقارير الشرطة الإسرائيلية عن أنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت 125 صاروخًا في الأيام الخمسة الأخيرة. وكان أركادي غيداماك، الذي طالما سخر من أولمرت وبيرتس في وسائل الإعلام، قد جال أول من أمس في سديروت وعرض على رئيس بلديتها بناء غرف آمنة لـ 3500 أسرة، بتكلفة 60 مليون شيكل، يتم الانتهاء منها خلال أربعة أشهر. إلا أن رئيس البلدية أرجأ اتخاذ قرار كي لا يحرج الحكومة، التي دخلت في سباق مع غيداماك لسد الطريق أمامه.