أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، البروفيسور باروخ كيمرلينغ، الذي عُرف بأبحاثه الليبرالية والنقدية للمجتمع الإسرائيلي والحركة الصهيونية، قد توفي أول من أمس عن 67 عاماً.وكان كيمرلينغ من أوائل علماء الاجتماع الإسرائيليين الذين حلّلوا الحركة الصهيونية انطلاقاً من نظرية ما بعد الكولونيالية وبحث في انسجام المجتمع الإسرائيلي.
ورغم أنه لم يختصّ في علم التاريخ، إلا أنه كان يعدّ من بين مجموعة «المؤرخين الجدد» وكان مثقفاً من الذين تناولوا القضايا السياسية والاجتماعية المتعلقة بإسرائيل من خلال مقال أسبوعي كان ينشره في «هآرتس» على مدار سنوات.
ونقلت «هآرتس» أمس عن زوجة كيمرلينغ، ديانا، قولها إن زوجها «رقد مرات عديدة في المستشفى بسبب مرض عضال لكنه قرر يوم الخميس الماضي التوقف عن التنقل بين مستشفى وآخر وقد قرر الموت في البيت» حيث غطّ في غيبوبة في نهاية الأسبوع الماضي وتوفي الأحد.
يشار إلى أن كيمرلينغ عاش حياته كلها كمعوق حيث كان يعاني شللاً في الدماغ أصيب به في طفولته وكان يصعب عليه الكلام واحتاج إلى كرسي عجلات للتحرك لكن هذا لم يمنعه من السفر إلى مؤتمرات علمية في أنحاء العالم وعمل قرابة 40 عاماً في الجامعة العبرية.
وقالت «هآرتس» إنه «على الرغم من مواقفه النقدية جداً ضد إسرائيل والحركة الصهيونية، إلا أنه كان يعرّف نفسه على أنه صهيوني لكنه من الجهة الأخرى قال إنه لم يشعر يوماً بأنه إسرائيلي رغم أنه هاجر إلى إسرائيل من رومانيا عام 1952».
ونشر كيمرلينغ تسعة كتب بينها «نهاية حكم الأشكناز العلمانيين القدامى الاشتراكيين القوميين» وبحث من خلالها في ضعف السيطرة المطلقة التي كانت لهذه المجموعة في إسرائيل.
ومن أبرز مؤلفات كيمرلينغ، كتاب «الفلسطينيون، صيرورة شعب»، الذي أكد فيه أن الفلسطينيين هم شعب عاش في إقليم هو فلسطين وضمن حدود معينة حاول الدفاع عنها عبر انتفاضات عديدة منذ مطلع القرن التاسع عشر.
وفي عام 2002، اقترح ناشر بريطاني على كيمرلينغ كتابة سيرة سياسية لحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، الذي كان في ذلك العام في أوج حكمه، فكتب كيمرلينغ كتابه «بوليتيسايد»، وهو مصطلح يعني الإبادة السياسية وكان العنوان الثانوي لهذا الكتاب «حرب شارون ضد الفلسطينيين». ومصطلح «بوليتيسايد» شبيه بمصطلح «جينوسايد» أي الإبادة العرقية.
(يو بي آي)