strong>محمد بدير
أولمرت لا يرى «حلاً سحرياً» وبيرتس «يعضّ على شفتيه»

واصلت إسرائيل إطلاق التهديدات ضد قادة المقاومة الفلسطينية ملوّحة بأن تشمل دائرة اغتيالاتها رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية. وفيما شدد رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، على عدم وجود نية للدخول إلى عمق قطاع غزة، رأى وزير دفاعه، عامير بيرتس، أن تل أبيب تعضّ على شفتيها خلال ممارستها ضبط النفس عن شن عدوان بري واسع على القطاع، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى التدخل لمنع انهيار في السلطة الفلسطينية يقود إلى الفوضى.
وأكد أولمرت أن «الجيش الإسرائيلي لن يدخل إلى عمق قطاع غزة، ولا حتى كرد على موت المواطنة التي قتلت أمس (الاثنين) في سديروت». وخلال زيارة إلى البلدات المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة في النقب الغربي أمس، شدد أولمرت أمام السكان المحليين الذين استقبلوه بهتافات احتجاجية، على «عدم وجود حل سحري لمشكلة القسّام في المستقبل القريب» وعلى «عدم وجود حماية مئة في المئة ضد الصواريخ».
لكنّ بيريتس أوحى أن إسرائيل على حافة شن عدوان بري على القطاع. وقال، خلال مرافقته المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في زيارة إلى سديروت أمس، «إن إسرائيل تعض على شفتيها من أجل عدم الوصول إلى وضع تحتاج فيه إلى شن عملية برية شاملة في القطاع بسبب إطلاق الصواريخ».
وشدد بيرتس على أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في القطاع ما دامت حركة «حماس» لم توقف هجماتها الصاروخية، مطالباً، في الوقت نفسه، الاتحاد الأوروبي بالتدخل الدبلوماسي الفوري لتجنب «فوضى تنهار فيها السلطة الفسلطينية تماماً». ودعا الوزير الإسرائيلي ضيفه الأوروبي إلى إعلان نية الوقف الفوري لتحويل الأموال إلى حكومة الوحدة الفلسطينية إذا استمر ما عدّه تصعيداً من الجانب الفلسطيني. وفي معرض إبداء حرصه على الشعب الفلسطيني، قال بيرتس إن على الدول العربية أن توضح لـ«حماس»، التي تقود برأيه العنف الآن، أنها تجلب كارثة عليه.
وفي السياق، حمّلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، «السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها حكومة حماس، المسؤولية عن الأوضاع». ووصفت ليفني، في مؤتمر صحفي مشترك مع سولانا في سديروت أول من أمس، الوضع في المدينة بأنه «لا يطاق»، متوجهةً إلى ضيفها بالقول إن إسرائيل «تتوقع ليس فقط التفهم من العالم، وإنما أن يعمل المجتمع الدولي بحزم ضد السلطة الفلسطينية من دون مساومة الإرهاب».
أما سولانا فقد دان، من جهته، «الهجمات ضد إسرائيل»، معرباً عن تفهمه لآلام السكان في سديروت. ورأى المسؤول الأوروبي، رداً على سؤال عن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، أن هذه العمليات «معقولة». وقال إنه يجب اختيار طرق دبلوماسية في محاولة للتوصل إلى حل «فالوضع الآن هو وضع لا يمكن الانتصار فيه والعنف لن يساعد».
إلى ذلك، لوّح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفرايم سنيه، بإمكان استهداف هنية، رافضاً التمييز بين القادة العسكريين والسياسيين في حركة «حماس». وقال «أستطيع أن أقول أنْ لا أحد في دائرة قادة وزعماء حماس بمأمن من الهجوم» .وأضاف إن «الجناح السياسي لحماس أعطى الضوء الأخضر لهؤلاء الذين يطلقون الصواريخ، وأعضاءه بالتالي ارهابيون ولا أحد منهم يتمتع بحصانة». واتهم سنيه طهران بالوقوف وراء موجة التصعيد الحالية، مشيراً إلى أنها «هي التي تضخ الأموال إلى المنظمات الإرهابية وتدربهم على التقنيات القتالية وتهرّب لهم السلاح عبر الأنفاق».
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن السفيرة الإسرائيلية لدى موسكو، آنا آزاري، قولها إن تصريحات سنيه بشأن احتمال تصفية هنية لا تعكس موقف حكومة تل أبيب. ورأت آزاري أن «تلك التصريحات هي رد فعل انفعالي على تصاعد النزاع مع الجانب الفلسطيني».