علي حيدر
طرح رئيس الأركان الإسرائيلي غابي اشكنازي أمام المجلس الوزاري المصغر خطة عسكرية موزعة على خمس درجات، تتراوح بين حدّ أدنى وحدّ أقصى يتمثل باجتياح شامل لقطاع غزة عُبّر عنها بالدرجة الخامسة.
ووصف أشكنازي الوضع القائم الآن بأنه بين الدرجتين الأولى والثانية، مشيراً إلى أنه لا نيّة للتقدم إلى الأمام في هذه المرحلة. وأوضح أن المؤسسة العسكرية تستعدّ لإمكان إصدار المستوى السياسي تعليماته بالارتقاء درجة في الرد على عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع.
وطُرحت في الأيام الأخيرة مجموعة من المقترحات، منها إدخال قوات من الجيش إلى شمال القطاع، وإيجاد منطقة أمنية من أجل إبعاد خلايا إطلاق الصواريخ. لكن المصادقة على خيار كهذا لم تحصل بعد.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن جيش الاحتلال يُفضّل، في هذه المرحلة، التركيز على النشاط الجوي مع مشاركة برية محدودة، وتحديداً في المنطقة المحاذية للسياج، والتي تستخدم ساحة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وأضافت أن تصعيداً إضافياً من حركة «حماس» سيؤدي الى استدعاء مزيد من القوات إلى داخل القطاع، لكن الجيش يُفضِّل، ما دام قادراً على عدم التورط في مناطق مأهولة ومكتظة، العمل في مناطق مفتوحة.
وأوضحت الصحيفة نفسها أن «القدرات المهنية لحماس»، لا تزال بعيدة عن أن تكون مشابهة لقدرات حزب الله. لكنها رأت أن الفارق الأساسي، الذي يمثّل دافعاً لدى هيئة الأركان العامة للجيش للامتناع عن تنفيذ عملية برية واسعة، يتمثل في أنه لا مكان في غزة يمكن أن يهرب إليه المدنيون من القصف كما حصل في لبنان، وبالتالي لا يمكن «شن حرب جراحية أو نظيفة تقتصر على ضرب المسلحين فقط، كما هي الحال في لبنان».
وأشارت «هآرتس» إلى أن عدداً قليلاً من الذين طالبوا، في الصيف الماضي، بإدخال قوات برية كبيرة لمعالجة الكاتيوشا، يعتقدون الآن بأن هذا الأمر ممكن أيضاً في القطاع. واستناداً إلى هذا الواقع، رأت الصحيفة أن الحد الأقصى الذي يمكن أن تطمح اليه إسرائيل هو تحقيق تهدئة مؤقتة، الى حين الجولة المقبلة من التصعيد. لكن الفخ الكامن في هذه التهدئة، بحسب الصحيفة، هو أن «حماس» ستكون في الجولة المقبلة أكثر قوة وعزماً.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أوساط مقربة من رئيس الوزراء ايهود اولمرت قولها إنه حتى إذا توقف إطلاق صواريخ «القسام» غداً صباحاً، فإن الوضع لن يعود إلى سابق عهده، مشيرة إلى أن الصراع مع «حماس» سيتواصل بشدة. ونفت الأوساط نفسها، أن تكون القيادة السياسية لـ«حماس» في دائرة الاستهداف، فيما المطلوب رأسه بشدة هو القيادة العسكرية.