strong>علي حيدر
«فقدان الأمل» من الفلسطينيين دفع في اتجاه إحياء المسار السوري... ودغان انضم إلى مؤيديه

أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت أصبح أكثر نضجاً للبدء بمفاوضات سياسية مع سوريا وأنه «أكمل الدراسات التمهيدية» في هذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة الى أن «أولمرت يدرس دمج المسار السوري ضمن رد إسرائيلي إيجابي متحفّظ على مبادرة السلام السعودية. لكنه ينتظر في هذه الأثناء نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، على أمل أن يفوز إيهود باراك الذي من المفترض أن يتحول إلى شريك استراتيجي لرئيس الحكومة في هذا المسار».
وفي تفسير لهذا الموقف المستجد، نقلت الصحيفة عن جهات مقربة من أولمرت قولها «إن رئيس الحكومة نضج في الأيام الأخيرة واقتنع بأن المفاوضات مع السوريين واتفاق سلام محتمل بين الدولتين سيغير بشكل جوهري الوضع الاستراتيجي في المنطقة وسيُساعد على عزل إيران وحل مشكلة حزب الله».
وأضافت أن «عدم وجود أمل بإحياء المسار السياسي مع الفلسطينيين في المستقبل القريب جراء انهيار حركة فتح وأبو مازن، شكل دافعاً إضافياً لأولمرت للتفكير في التحرك على المسار السوري».
وأوضحت الصحيفة أن وسطاء دوليين نقلوا أسئلة من أولمرت الى السوريين في إطار «دراسة سرية ومعمقة للقضية»، مشيرة إلى أن إسرائيل توجّهت، في هذا الوقت، وعبر أقنية مختلفة، إلى الولايات المتحدة التي اقتنعت بأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تتلاءم مع مصالحها في المنطقة.
ونقلت «معاريف» عن شخصيات شاركت في مثل هذه المحادثات، أن جهود وساطة سرية جرت في السنوات الثلاث الأخيرة وإن لم يحدث أي تحرك يذكر من جانب أي من الحكومتين حتى الآن.
وفي هذا السياق، ذكرت «معاريف» أن الأصوات المطالبة بفتح قناة سياسية على الجبهة الشمالية، تتزايد طوال الوقت داخل المنظومة الأمنية، مشيرة إلى أن جميع المستويات الأمنية، باستثناء رئيس الموساد مئير دغان، تؤيد حالياً وبشكل حماسي، المسار السياسي مع سوريا، بدءاً من رئيس الأركان غابي أشكنازي ونائبه اللواء موشيه كابلينسكي ومروراً برئيس مجلس الأمن القومي إيلان مزراحي ورئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع اللواء الاحتياطي عاموس غلعاد، وصولاً إلى كل مستويات الهيئة الأركانية والعملية في المنظومة.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مصادر عسكرية قولها إن «استمرار السياسة الحالية سيؤدي، بشكل شبه مؤكد، إلى تدهور ما للوضع على الجبهة الشمالية، يمكن أن يتحول، ضمن فترة زمنية قصيرة، إلى حرب».
وأشارت «معاريف» إلى أن تغييراً طرأ على موقف رئيس الموساد من المفاوضات مع سوريا، وصفته جهات خبيرة بأنه «استراتيجي». وكان مئير دغان يؤكد أنه ليس لدى سوريا نيّة التخلي عن محور الشر و«تبريد» علاقاتها مع طهران وقطع اتصالاتها مع حزب الله أو طرد المنظمات «الإرهابية» من أراضيها، وأن أي مفاوضات معها ستعتبرها الدول العربية المعتدلة وفي مقدمها السعودية «طعنة في الظهر». وأوضحت «معاريف» أن دغان أرسل أخيراً وثيقة الى منتدى حكومي سري، اعتبر فيها «أن الدول العربية المعتدلة اقتنعت بضرورة المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وأنها أصبحت ترى في مفاوضات كهذه ممراً مهماً لتقويض الإرهاب وإيقاف الثورة الشيعية الإسلامية التي تقترب، وأنه بناء على هذا التقدير فإن هذه الدول، وتحديداً السعودية والإمارات والأردن، ستبارك أي مسار سياسي في اتجاه سوريا».
في المقابل، نفى مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت، في حديث إلى وكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، ما أوردته صحيفة «معاريف» عن تغيّر موقف رئيس الوزراء من المفاوضات مع سوريا. وقال «لا أعرف ما هي المصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة، لكني أؤكد أن هذا الخبر ليس صحيحاً». وأضاف أن «رئيس الوزراء لا يزال يرى أن (الرئيس السوري بشار) الأسد زعيم غير ناضج لإجراء مفاوضات مع إسرائيل ولا يريد التوصل إلى اتفاق معها وإنما هو معني بعملية مفاوضات فحسب». وشدد المصدر نفسه على أنه «لم يطرأ أي تغيير على موقف رئيس الوزراء وخصوصاً في الأيام الأخيرة».
وكانت صحيفة «هآرتس» كشفت قبل أيام أن الإدارة الأميركية منحت إسرائيل ضوءاً أخضر لمفاوضات سياسية مضبوطة مع سوريا.