strong>علي حيدر
أيالــون يتعهّــد بإعــادة الحــزب إلى السلطــة... وبــاراك بهزيمــة نتنياهــو

أنهى حزب العمل أمس عملية انتخاب رئيسه، بعد مرحلة من التجاذب والترقب شهدتها الساحتان السياسية والحزبية لما تنطوي عليه هذه الانتخابات من نتائج تحدد مستقبل الحكومة ومجمل مسار الحراك السياسي الداخلي الاسرائيلي.
وتوجه اعضاء حزب العمل (103498)، على مدى ما يقرب من 12 ساعة، ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى التاسعة ليلاً، إلى صناديق الاقتراع التي بلغت 313 صندوقاً موزعة على 243 موقعاً انتخابياً ابتداء من كريات شمونة في الشمال وصولاً حتى إيلات في الجنوب.
واستخدم المتنافسون جميع الوسائل، كل بحسب ظروفه، لحشد الناخبين لمصلحتهم، اذ عدد عامي ايالون المحاور الرئيسية الاربعة التي سيعتمدها في حال فوزه برئاسة حزب العمل وهي «تعزيز الامن ومكافحة الارهاب والفساد وإعادة وضع العملية السلمية على السكة وجعل التربية اولوية»، ملخصاً بذلك برنامج الحزب خلال رئاسته له. وأكد أنه بهذا البرنامج «يعتزم حزب العمل العودة الى السلطة». وسبق لإيالون أن اعلن، قبيل فتح صناديق الاقتراع، انه لن يشارك في حكومة يرأسها ايهود اولمرت.
وسعى ايالون الى رفع نسبة المشاركين في الانتخابات عبر اجرائه مكالمات هاتفية حاول من خلالها اقناع اعضاء الحزب بالتوجه الى صناديق الاقتراع استناداً الى تقديره بأنه كلما ارتفعت نسبة التصويت ازدات فرص نجاحه من الجولة الاولى.
وفي هذا الاطار، يقدّرون في محيط رئيس الوزراء إيهود اولمرت، ان فوز ايالون سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار داخل الحكومة وسيؤدي الى زيادة الضغط على اولمرت للاستقالة. بينما يقدر آخرون انه بالرغم من المواقف التي اطلقها ايالون، ليس في وسع حزب العمل الانسحاب من الحكومة، وأن وزراءه لن يسمحوا بالتسبب بأزمة ائتلافية تؤدي الى تفكك الحكومة في ظل الوضع الامني الحالي. وأوضح احد المسؤولين انه «اذا قاد أيالون حزب العمل نحو أزمة ائتلافية، فقد يتسبب ذلك بانقسام حزب العمل».
اما رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك، فقد حاول اللعب على العامل الأمني لحث اعضاء حزبه على التصويت لمصلحته، ودعاهم الى التفكير بالحرب المقبلة التي قد تخوضها إسرائيل وهم يقررون من يكون رئيساً لحزب العمل. وقال، خلال إدلائه بصوته في صندوق اقتراع في مدينة كفار سابا وسط إسرائيل: «إنني أقول للناخبين اليوم أمرين فقط، فكروا جيداً بمن تريدون أكثر (على رأس الحزب ووزارة الدفاع) أثناء الحرب، وأنا فقط على رأس الحزب قادر على الفوز على (رئيس حزب الليكود بنيامين) نتنياهو».
ووعد باراك أيضاً بأنه سيعيد «بناء قوة الردع لدى الجيش الاسرائيلي وبلورة أفق سياسي جديد للبلاد»، مشيراً الى الحرب على لبنان التي قال إنها «ولَّدت مخاوف بالنسبة الى وجودنا، لكن الاخطر من ذلك أيضاً هو أزمة الثقة حيال القيادة في البلاد».
وفي السياق، حاول وزير البنى التحتية عن حزب العمل، بنيامين بن اليعزر، المؤيد بقوة لباراك، أن يثير مخاوف اعضاء حزب العمل من انتخاب ايالون، الذي قال إن فوزه سيؤدي الى اجراء انتخابات مبكرة، وهو ما سيؤدي الى فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة وفقاً لما تظهره جميع استطلاعات الرأي.
في المقابل، حاول الرئيس الحالي للحزب عامير بيرتس ان يُسوِّق صورته الاجتماعية، مؤكداً أنه في حال فوزه سيعيد حقيبة الدفاع إلى أولمرت وسيطالب بحقيبة المال.
وقال بيرتس، خلال ادلائه بصوته في سديروت: إن «كل بطاقة اقتراع لمصلحة عامير بيرتس هي بمثابة خطوة أخرى نحو وزارة المال والتركيز على الثورة الاجتماعية». وحاول أن يسخر من استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعه إلى المكان الثالث بعد أيالون وباراك، قائلا إن أحبّ شيء إليه «بعد زوجتي أحلامة» هو تحليل استطلاعات الرأي.
وفي محاولة لتشجيع الناخبين على التوجه لصناديق الاقتراع رغم التوتر الامني في سديروت، قال بيرتس للمحتشدين في مركز الاقتراع عندما دوّى صوت إنذار بهجوم صاروخي من غزة، «اهدأوا يا أصدقائي.. كل شيء على ما يرام». لكن مع سقوط ثلاثة صواريخ في سديروت، اخرجه حراسه الشخصيون بسرعة من المكان.
وهاجم بيرتس وزراء «العمل» الذين يدعمون باراك، وهم بن اليعزر وشالوم سيمحون ويتسحاق هرتسوغ، واتهمهم بأنهم كانوا يعملون طوال الفترة الماضية ضده ومن وراء ظهره ووصفهم بـ«الوزراء الخائنين».
ورغم أن العضوين العربيين عن الحزب في الكنيست، ناديا الحلو والوزير غالب مجادلة، اعلنا تصويتهما لبيرتس، فإن صحيفة «هآرتس» اشارت الى أن ايالون يحظى بدعم مجموعة من العرب في الحزب لكنه لا يملك جهازاً قادراً على إحضار هؤلاء الأعضاء إلى صناديق الاقتراع. اما باراك فيحظى بتأييد الأعضاء العرب الدروز في الحزب الذين ينتمون بغالبيتهم لمعسكر بن اليعزر.
ومثلما كان متوقعاً، لم يتمكن المتنافسون الثلاثة، بيرتس واوفير بينس وداني ياتوم، من تحقيق نتائج هامة، بل اقتصر رهانهم على امكان حصول جولة ثانية تعزز من حظوظهم او على الاقل من قدرتهم على المساومة.