مهدي السيد
ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت أخفى عن لجنة فينوغراد مشاورات أجراها مع شخصيات لا تتولى مناصب رسمية قبل اتخاذه قرار العملية البرية الواسعة في الأيام الثلاثة الأخيرة من عدوان تموز، التي أدت إلى مقتل 33 جندياً إسرائيلياً.
وقالت الصحيفة إنه قبل ساعات معدودة من القرار المصيري المتعلق بإرسال الجيش لتنفيذ عملية برية كبيرة، في 11 آب الماضي، أجرى أولمرت مشاورات متواصلة في منزله، مع أربع شخصيات، هم قائد المنطقة الشمالية الأسبق ومدير عام شركة هيئة تطوير وسائل القتال «رفائيل» اللواء في الاحتياط عميرام ليفين، وقائد سلاح البحرية الأسبق يديده يعري، والمستشار الاستراتيجي حاييم آسا، والخبير في تحليل استطلاعات الرأي كلمن جايير. وأضافت أن أولمرت دعا رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق اللواء في الاحتياط أوري ساغي للمشاركة في المشاورات، لكنه لم يلبِّ الدعوة.
وأوصى الأربعة، بحسب الصحيفة، بشن عملية برية من أجل التأثير على قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان على وشك الصدور، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه على أنه في حال اتخاذ قرار مريح لإسرائيل، يجب وقف العملية العسكرية فوراً.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن بعض أعضاء المنتدى التشاوري المذكور قدموا نصائح لأولمرت على انفراد خلال الحرب، مشيرة إلى أن أولمرت كان قد استضاف في منزله في وقت سابق رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري للغاية نفسها.
وأكدت الصحيفة أن أولمرت «لم يكشف للجنة فينوغراد عن مشاوراته مع الشخصيات الأربعة أو عن لقائه مع بيري».
واكتفى أولمرت في إفادته بوصف مثير لوضعه النفسي قائلاً: «لقد تجولت داخل الغرفة ذهاباً وإياباً حوالى ساعتين، وأنا أتحدث مع نفسي، ويمثل أمامي صور الأبناء الذين قد لا يعودون». وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة لم تطلب إفادة أي من الشخصيات الأربع.
وذكرت «هآرتس» أن وزير الدفاع عامير بيرتس جاء إلى منزل أولمرت، خلال اجتماعه التشاوري، للبحث معه في العملية البرية. وعلى أثر ذلك، طلب أولمرت من الشخصيات الأربع انتظاره في غرفة عمله وخرج للتحدث مع بيرتس في غرفة مجاورة لدقائق. وبعد ذلك عاد لمواصلة المشاورات.
وأضافت الصحيفة أن «مسودة القرار الدولي وصلت الساعة الثالثة فجراً من نهار الجمعة الواقع في 11 آب، إلى القدس المحتلة حيث وجدها المستوى السياسي سيئة جداً لإسرائيل.
وفي الساعة الحادية عشرة صباحاً، جاء المستشارون الأربعة إلى منزل أولمرت، الذي قال لهم إن الجيش الإسرائيلي طلب منه شهراً لتنفيذ العملية: أسبوعاً لاحتلال المنطقة حتى الليطاني، وأسبوعين للتطهير، وأسبوعاً إضافياً للخروج. لكنّ ليفين والآخرين عارضوا بشدة تنفيذ عملية عسكرية تأخذ هذه المدة، وحذروا أولمرت من تورط في لبنان قد يطول لسنوات. وكشف لهم أولمرت عن مسودة القرار التي تُبحث في مجلس الأمن، وأوضح لهم أن حزب الله لم يرد حتى الآن على الاقتراح. وأيد الأربعة العملية البرية، وسيلة ضغط من أجل تغيير قرار مجلس الأمن، وإقناع حزب الله بالموافقة على وقف إطلاق النار. لكنهم قالوا إنه إذا اتخذ قرار مريح لإسرائيل يجب فوراً وقف العملية وعدم الاستمرار بها».
وتابعت الصحيفة: «ترك الأربعة مقر إقامة أولمرت حوالى الساعة الواحدة ظهراً. وفي الساعات التي تلتها، اجتمع أولمرت مع بيرتس، على مدى أكثر من ساعتين، وفي نهاية الاجتماع تقرر شن العملية البرية. في الساعة التاسعة مساء بتوقيت إسرائيل، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي وافقت عليه إسرائيل. لكن العملية البرية تواصلت، مع خسائر قاسية للجيش الاسرائيلي».