strong>محمد بدير
دخلت إسرائيل على خط التطورات الأمنية التي تشهدها الساحة اللبنانية من زاوية الإعراب عن قلقها من إمكان انعكاسها سلباً عليها، سياسياً وأمنياً. وأشارت مصادر إسرائيلية مسؤولة إلى وجود خشية في دوائر صناعة القرار في تل أبيب من أن «تتطور المواجهات الموضعية (في مخيم نهر البارد) إلى تهاوي حكم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة» وكذلك من احتمال أن تتحول هذه الاشتباكات إلى ذريعة لشن هجمات صاروخية على إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان.
وأفادت تقارير صحافية إسرائيلية بأن الاستخبارات العسكرية والجيش الإسرائيليين يراقبان عن كثب ما يجري في لبنان رغم الانشغال الرسمي والشعبي في إسرائيل بما يجري على جبهة قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة. وقال مصدر أمني من وزارة الدفاع الإسرائيلية لصحيفة «جيروزاليم بوست» إن «عدم الاستقرار (في لبنان) ليس مفيداً لنا على المدى الطويل، حتى لو كانت إسرائيل غير متورطة الآن». وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تخشى من أن ينضم حزب الله «إلى الفوضى الدائرة من خلال إطلاق صواريخ على إسرائيل واستغلال انشغال الجيش اللبناني في القتال ضد فتح الإسلام». وأضافت انه «يمكن تبرير قلق الجيش الإسرائيلي من أن تحاول فتح الإسلام تحويل سلاحها باتجاه الجنوب لوقف الهجوم العسكري اللبناني (عليها)».
وحول هوية مجموعة «فتح الإسلام»، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر أمني قوله إن «التقدير الأولي في إسرائيل يرى في فتح الإسلام منظمة سنية تتلقى التعليمات من (تنظيم) القاعدة في العراق»، مشيراً رغم ذلك إلى عدم وضوح الرؤية في إسرائيل بهذا الشأن. وأعرب المصدر نفسه عن الخشية من «تحرك حزب الله وأن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالحكومة اللبنانية». وأضاف «من غير الواضح حالياً إن كانت النار ستمتد إلى وسط لبنان ولمسافات أبعد إذا ما أخفق الجيش اللبناني في السيطرة على المتطرفين». وتابع «إن وضعاً كهذا سيلزم حزب الله بالتحرك، كمنظمة شيعية، ومن المحتمل عندها أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بحكم السنيورة في لبنان، وإعادته عقوداً إلى الوراء».
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصدر في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله إنه «لا يوجد تغيير في الانتشار على طول الحدود مع لبنان وسوريا، لكننا نتابع الأحداث ونزيد من حالة اليقظة والحذر»، مشيراً إلى «عدم تأثير ما يجري (في شمال لبنان) على إسرائيل على المستوى التكتيكي، والمسألة تتعلق بحادثة داخلية، لكن القلق يتعلق بتنامي ظاهرة المنظمات الإسلامية المتفرعة من القاعدة، ليس في لبنان فقط بل أيضاً في مناطق أخرى تحيط بإسرائيل كما يحصل في (قطاع) غزة».
وأوضح الدكتور إيتان عزاني، نائب مدير معهد مكافحة الإرهاب في هرتزليا، لجيروزالم بوست جانباً آخر من المخاوف الإسرائيلية قائلاً «إذا لم يكن بمقدور الجيش اللبناني التعامل مع هذه المجموعة الصغيرة نسبياً والمعزولة، فكيف يعتقد أن بإمكانه مواجهة حزب الله ـــ الأكبر والأقوى ـــ عندما يحين الوقت».
وكان رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال يوسي بايدتس، قد صرّح أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي في كانون الأول الماضي بأن هناك أدلة حول قيام «القاعدة» بتأسيس تواجد له في جنوب لبنان والتخطيط لشن هجمات ضد «اليونيفيل»، مضيفاً إن القوات الفرنسية والإيطالية والإسبانية معرّضة للخطر بشكل خاص.