«هآرتس» - يوئيل ماركوس
1ـــــ لم تكن أية دولة في العالم لتتحمل تعرض إحدى مدنها للقصف المنهجي طوال ست سنوات، بينما تقف هي عاجزة عن وضع حد لهذا العنف.
2ـــــ في البداية، تعاملوا مع هذه الماسورة البدائية كأداة غريبة لا تستطيع الإصابة أو الانفجار بصورة مؤثرة. ومع الوقت بقي «القسّام» بدائياً، إلا أنه تحوّل إلى سلاح أكثر فتكاً. الجيش تعامل معه باستخفاف، إذ لم يكن مقتنعاً بإهدار الأموال على خطة مضادة للصواريخ. الآن، يجب علينا أن نستعد للصواريخ العابرة للقارات.
3ـــــ من غير الممكن تصفية قدرة مُطلقي «القسّام»، لأنها بدائية جداً في نظر جيشنا المغوار.
4ـــــ كما أن المُطلقين لا يخافون كثيراً. شعارنا القائل بأنه إذا لم يكن هدوء هنا فلن يكون هدوء هناك، لا يؤثر فيهم.
5ـــــ في كل مرة نقوم فيها بإخلاء سديروت، لا بيت حانون، نخسر المعركة هناك.
6ـــــ ذريعة قلة التحصين هي كلام فارغ. أولاً لأنها تُعبر عن الضعف. وثانياً، لأنها مثل حبوب وجع الرأس لمريض السرطان، وتسليم بحقيقة أن الإرهاب الفلسطيني أصبح حقيقة ثابتة في حياتنا. هل يُعقل أن تحدد ماسورة بدائية مثل «القسّام» نمط حياتنا؟
7 ـــــ موشيه يعلون وعدد من القادة السابقين يعتقدون أن علينا اجتياح غزة في عملية تشبه عملية «السور الواقي» للقيام بعملية تطهير ومن ثم العودة. من الناحية الأخرى، يجب أن يكون الواحد أحمق حتى يدخل غزة المكتظة، في وقت يسود فيه لدينا اعتقاد قوي بأن الفلسطينيين يملكون صواريخ كاتيوشا طويلة المدى قادرة على ضرب كريات غات وعسقلان وإطفاء الأنوار في نصف الدولة.
8 ـــــ ما العمل إذاً مع غزة؟ هل نقوم باحتلالها؟ لقد فعلنا ذلك سابقاً. أولم نتعلم أن الاحتلال شبيه بالركوب على ظهر نمر؟ إذا لم تأتِ قريباً قيادة ملائمة تتصرف بحِكمة وبقوة، فلن نتمكن من حل المشكلة. قيادة جريئة قادرة على التحاور مع سوريا والسعودية وكل دول الإسلام السنّي من أجل التسوية الشاملة. هذه الدول وحدها هي القادرة على تصفية «حماس».
9ـــــ مع كل الاحترام للفلسطينيين، إلا أن عليهم أن يكونوا أغبياء تماماً حتى يُقاتل بعضهم بعضاً، وكما قال آبا إيبان في مقولته الشهيرة إن الفلسطينيين لم يضيِّعوا فرصة لإضاعة الفرص.
10ـــــ الأحلام التي نُسجت في أوسلو تبددت نهائياً. الشخصيات الرئيسة ماتت أو ضعفت أو ذوت. «فتح» فقدت الزعامة في منافستها لـ«حماس» و«الجهاد»، وضيعت معها ثقة أبناء شعبها بها. مراسم التوقيع في البيت الأبيض وجائزة نوبل للسلام تلاشت كلها مثل الحلم الذي لم يكن.
11ـــــ فك الارتباط الأحادي الجانب الذي ثبت خطأه الملموس أعطى رياحاً دافعة للإرهاب، وزاد من التأثير الإيراني في غزة على حساب النفوذ المصري، وأدى إلى الفوضى في الشارع الفلسطيني، وأبعد أي احتمال للتسوية.
12ـــــ في المقابل، فك الارتباط جعل المستوطنين أكثر تطرفاً. في عملية الإخلاء المقبلة، إذا حدثت، ستُسفك الدماء. المتطرفون من الجانبين غذوا بعضهم وأنتجوا وضعاً عاد فيه اليهود للحلم بكل شبر والفلسطينيون للحلم بأرض فلسطين الكاملة.