strong>يحيى دبوق
«هآرتس» تتحدّث عن محاولات «جدّية» لاستئناف التفاوض مع سوريا عبر طرف ثالث

اعلن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت أمس، أنه يستبعد في هذه المرحلة اجراء مفاوضات سلام مع سوريا، في ما يبدو رداً على ما اوردته صحيفة «هآرتس» في وقت سابق من أن اولمرت يبحث بجدية إمكان اسئتناف التفاوض مع دمشق عبر طرف ثالث.
وقال مكتب اولمرت، في بيان نشر عقب اجتماعه مع رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترينغ، الذي يزور منطقة الشرق الاوسط، إن رئيس الوزراء «لا يزال مهتمّاً بالسلام مع سوريا لكن يبدو أن النظام الحالي في هذا البلد، الذي يدعم الارهاب، لا يحرص على التوصل الى اتفاق».
وكان اولمرت قد شدد أمس، خلال اجتماعه مع وفد لجنة المساعدات الانسانية التابعة للكونغرس الاميركي، على اهتمامه بالسلام مع سوريا، إلا أنه استدرك قائلاً إن «النظام الحالي في سوريا الذي يدعم الارهاب غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق».
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى إن «كل المبعوثين الدبلوماسيين الدوليين الذين جسّوا نبض دمشق على امل تجديد المفاوضات السلمية الاسرائيلية ــــــ السورية، عادوا خائبين، لذلك توصلنا الى نتيجة متشائمة جداً بشأن هذا الاحتمال». لكنه لم يستبعد إجراء حوار غير مباشر رغم كل ذلك، إذ طمن غير المستبعد رغم كل شيء، أن يجد اولمرت قناة لإجراء مباحثات مع سوريا».
وتابع المسؤول الاسرائيلي نفسه «يستطبع أولمرت أن يسعى الى إثبات أنه يحاول النهوض بمسيرة السلام، لأنه يخضع لضغوط شديدة جداً من جانب وسائل الاعلام والطبقة السياسية في اسرائيل» منذ نشر التقرير الاولي للجنة فينوغراد بشأن إخفاقات الحرب على لبنان في الصيف الماضي.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت عن مصدر سياسي اسرائيلي قوله أن «اولمرت يدرس إمكان استئناف المفاوضات السلمية مع سوريا عبر طرف ثالث باهتمام بالغ الجدية»، مشيرة الى أنه «لا اتصالات مباشرة بين مندوبين اسرائيليين وسوريين».
وأضاف المصدر نفسه أن «البحث يتركز على مسألة الثمن المقابل الذي يمكن أن تحصل عليه إسرائيل من سوريا لقاء انسحابها من هضبة الجولان، وتحديداً في ما خص طبيعة العلاقات بين الدولتين، وهل ستوافق دمشق على فك تحالفها مع ايران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية، وهي الجهات التي تراها اسرائيل ألدّ اعدائها في المنطقة».
وتابعت الصحيفة أن «احد العوامل الرئيسية التي دفعت اولمرت إلى إعادة دراسة استئناف المفاوضات مع سوريا هو كثرة الإنذارات المتعلقة بتسلح الجيش السوري وخطر اشتعال حرب في الشمال»، مشيرة الى أن اولمرت بعث في الفترة الاخيرة سلسلة من الرسائل الى دمشق حذّرها فيها من حسابات خاطئة قد تؤدي الى حرب لا فائدة منها للدولتين، ومشددة على أن «عملية دراسة استئناف المسار التفاوضي مع السوريين تهدف الى إظهار أن اسرائيل حاولت منع اندلاع الأزمة في حال حدوثها».
واقتبست الصحيفة عن اولمرت قوله، في خلال اجتماعات مغلقة لتدارس مسألة تجديد المحادثات مع دمشق، إن «الأثمان معروفة (انسحاب من الجولان)، لكن السؤال الأكبر هو ما الذي ستحصل عليه إسرائيل في المقابل، هل ستحصل على سلام (بارد) مثل السلام مع مصر، أم على سلام مثل بريطانيا وفرنسا، أم أن هناك خداعاً على نسق أعطونا الجولان وخذوا إرهاباً وحلفاً بين سوريا وإيران ومقار لحماس في دمشق؟».
وأضاف اولمرت، في هذه الاجتماعات المغلقة، أن «من واجبي كرئيس للحكومة أن ادرس المسار السياسي (مع دمشق)، حتى وإن كان رأي قسم من اجهزة الاستخبارات أن (دعوات سوريا) خدعة، ورغم ان زعماء غربيين وآخرين يحذّروني» من ذلك.
يشار إلى أن رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي مائير داغان، هو الوحيد الذي يعارض تجديد المفاوضات مع سوريا، نتيجة لمعارضته الشديدة للانسحاب من الجولان، بينما ترى شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال ورئيس مجلس الامن القومي ايلان مزراحي، اضافة الى تقرير صدر اخيراً عن وزارة الخارجية الاسرائيلية، ضرورة إجراء فحص جدي لاحتمال كهذا.